[ ص: 101 ] بسم الله الرحمن الرحيم
فاتحة الكتاب
يقال لها : الفاتحة ، أي فاتحة الكتاب خطا ، وبها تفتح القراءة في الصلاة ، ويقال لها أيضا : أم الكتاب عند الجمهور ، وكره
أنس ، والحسن nindex.php?page=showalam&ids=16972وابن سيرين كرها تسميتها بذلك ، قال
الحسن nindex.php?page=showalam&ids=16972وابن سيرين : إنما ذلك اللوح المحفوظ ، وقال
الحسن : الآيات المحكمات : هن أم الكتاب ، ولذا كرها - أيضا - أن يقال لها أم القرآن وقد ثبت في [ الحديث ] الصحيح عند
الترمذي وصححه عن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
nindex.php?page=hadith&LINKID=820157nindex.php?page=treesubj&link=28892الحمد لله أم القرآن وأم الكتاب والسبع المثاني والقرآن العظيم ويقال لها : الحمد ، ويقال لها : الصلاة ، لقوله عليه السلام عن ربه :
nindex.php?page=hadith&LINKID=820158قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين ، فإذا قال العبد : الحمد لله رب العالمين ، قال الله : حمدني عبدي الحديث . فسميت الفاتحة صلاة ؛ لأنها شرط فيها . ويقال لها : الشفاء ؛ لما رواه
الدارمي عن
أبي سعيد مرفوعا :
nindex.php?page=hadith&LINKID=820159فاتحة الكتاب شفاء من كل سم . ويقال لها : الرقية ؛ لحديث
أبي سعيد في الصحيح حين رقى بها الرجل السليم ،
nindex.php?page=hadith&LINKID=820160فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : وما يدريك أنها رقية ؟ . وروى
الشعبي عن
ابن عباس أنه سماها : أساس القرآن ، قال : فأساسها بسم الله الرحمن الرحيم ، وسماها سفيان بن عيينة : الواقية . وسماها يحيى بن أبي كثير : الكافية ؛ لأنها تكفي عما عداها ولا يكفي ما سواها عنها ، كما جاء في بعض الأحاديث المرسلة : أم القرآن عوض من غيرها ، وليس غيرها عوضا عنها . ويقال لها : سورة الصلاة والكنز ، ذكرهما الزمخشري في كشافه . وهي مكية ، قاله
ابن عباس وقتادة nindex.php?page=showalam&ids=11873وأبو العالية ، وقيل مدنية ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=3أبو هريرة ومجاهد nindex.php?page=showalam&ids=16572وعطاء بن يسار nindex.php?page=showalam&ids=12300والزهري . ويقال : نزلت مرتين : مرة
بمكة ، ومرة
بالمدينة ، والأول أشبه لقوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=15&ayano=87ولقد آتيناك سبعا من المثاني ) [ الحجر : 87 ] ، والله أعلم . وحكى
أبو الليث السمرقندي أن نصفها نزل
بمكة ونصفها الآخر نزل
بالمدينة ، وهو غريب جدا ، نقله
القرطبي عنه . وهي سبع آيات بلا خلاف ، [ وقال
nindex.php?page=showalam&ids=16711عمرو بن عبيد : ثمان ، وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14129حسين الجعفي : ستة وهذان شاذان ] . وإنما اختلفوا في
nindex.php?page=treesubj&link=28971_20762البسملة : هل هي آية مستقلة من أولها كما هو عند جمهور قراء
الكوفة وقول الجماعة من الصحابة والتابعين وخلق من الخلف ، أو بعض آية أو لا تعد من أولها بالكلية ، كما هو قول أهل
المدينة من القراء والفقهاء ؟ على ثلاثة أقوال ، سيأتي تقريره في موضعه إن شاء الله تعالى ، وبه الثقة .
[ ص: 102 ]
قالوا : وكلماتها خمس وعشرون كلمة ، وحروفها مائة وثلاثة عشر حرفا . قال
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري في أول كتاب التفسير :
nindex.php?page=treesubj&link=28883وسميت أم الكتاب سورة الفاتحة ، لأنه يبدأ بكتابتها في المصاحف ، ويبدأ بقراءتها في الصلاة وقيل : إنما سميت بذلك لرجوع معاني القرآن كله إلى ما تضمنته . قال
ابن جرير : والعرب تسمي كل جامع أمر أو مقدم لأمر - إذا كانت له توابع تتبعه هو لها إمام جامع - أما ، فتقول للجلدة التي تجمع الدماغ ، أم الرأس ، ويسمون لواء الجيش ورايتهم التي يجتمعون تحتها أما ، واستشهد بقول
nindex.php?page=showalam&ids=15871ذي الرمة :
على رأسه أم لنا نقتدي بها جماع أمور ليس نعصي لها أمرا
يعني : الرمح . قال : وسميت
مكة : أم القرى لتقدمها أمام جميعها وجمعها ما سواها ، وقيل : لأن الأرض دحيت منها .
ويقال لها أيضا : الفاتحة ؛ لأنها تفتتح بها القراءة ، وافتتحت الصحابة بها كتابة المصحف الإمام ، وصح تسميتها بالسبع المثاني ، قالوا : لأنها تثنى في الصلاة ، فتقرأ في كل ركعة ، وإن كان للمثاني معنى آخر غير هذا ، كما سيأتي بيانه في موضعه إن شاء الله . قال
nindex.php?page=showalam&ids=12251الإمام أحمد : حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=17376يزيد بن هارون ، أنبأنا
ابن أبي ذئب وهاشم بن هاشم عن
ابن أبي ذئب ، عن
المقبري ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لأم القرآن :
nindex.php?page=hadith&LINKID=820161هي أم القرآن ، وهي السبع المثاني ، وهي القرآن العظيم . ثم رواه عن
إسماعيل بن عمر عن
ابن أبي ذئب به ، وقال
nindex.php?page=showalam&ids=16935أبو جعفر محمد بن جرير الطبري : حدثني
nindex.php?page=showalam&ids=17418يونس بن عبد الأعلى ، أنا
ابن وهب ، أخبرني
ابن أبي ذئب ، عن
سعيد المقبري ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة ، رضي الله عنه ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=820162هي أم القرآن ، وهي فاتحة الكتاب ، وهي السبع المثاني . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=13507الحافظ أبو بكر أحمد بن موسى بن مردويه في تفسيره : حدثنا
أحمد بن محمد بن زياد ، ثنا
محمد بن غالب بن حارث ، ثنا
إسحاق بن عبد الواحد الموصلي ، ثنا
المعافى بن عمران ، عن
عبد الحميد بن جعفر ، عن
نوح بن أبي بلال ، عن
المقبري ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=824585قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : الحمد لله رب العالمين سبع آيات : بسم الله الرحمن الرحيم إحداهن ، وهي السبع المثاني والقرآن العظيم ، وهي أم الكتاب .
[ ص: 103 ]
وقد رواه
nindex.php?page=showalam&ids=14269الدارقطني أيضا عن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة مرفوعا بنحوه أو مثله ، وقال : كلهم ثقات . وروى
nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي عن
علي nindex.php?page=showalam&ids=11وابن عباس nindex.php?page=showalam&ids=3وأبي هريرة أنهم فسروا قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=15&ayano=87سبعا من المثاني ) [ الحجر : 87 ] بالفاتحة ، وأن البسملة هي الآية السابعة منها ، وسيأتي تمام هذا عند البسملة .
وقد روى
الأعمش عن
إبراهيم قال : قيل
nindex.php?page=showalam&ids=10لابن مسعود : لم لم تكتب الفاتحة في مصحفك ؟ قال : لو كتبتها لكتبتها في أول كل سورة . قال
nindex.php?page=showalam&ids=11939أبو بكر بن أبي داود : يعني حيث يقرأ في الصلاة ، قال : واكتفيت بحفظ المسلمين لها عن كتابتها .
وقد قيل : إن الفاتحة أول شيء نزل من القرآن ، كما ورد في حديث رواه
nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي في دلائل النبوة ونقله
الباقلاني أحد أقوال ثلاثة هذا [ أحدها ] وقيل : (
nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=1يا أيها المدثر كما في حديث
جابر في الصحيح . وقيل : (
nindex.php?page=tafseer&surano=96&ayano=1اقرأ باسم ربك الذي خلق ) [ العلق : 1 ] وهذا هو الصحيح ، كما سيأتي تقريره في موضعه ، والله المستعان .
[ ص: 101 ] بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
فَاتِحَةُ الْكِتَابِ
يُقَالُ لَهَا : الْفَاتِحَةُ ، أَيْ فَاتِحَةُ الْكِتَابِ خَطًّا ، وَبِهَا تُفْتَحُ الْقِرَاءَةُ فِي الصَّلَاةِ ، وَيُقَالُ لَهَا أَيْضًا : أُمُّ الْكِتَابِ عِنْدَ الْجُمْهُورِ ، وَكَرِهَ
أَنَسٌ ، وَالْحَسَنُ nindex.php?page=showalam&ids=16972وَابْنُ سِيرِينَ كَرِهَا تَسْمِيَتَهَا بِذَلِكَ ، قَالَ
الْحَسَنُ nindex.php?page=showalam&ids=16972وَابْنُ سِيرِينَ : إِنَّمَا ذَلِكَ اللَّوْحُ الْمَحْفُوظُ ، وَقَالَ
الْحَسَنُ : الْآيَاتُ الْمُحْكَمَاتُ : هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ ، وَلِذَا كَرِهَا - أَيْضًا - أَنْ يُقَالَ لَهَا أُمُّ الْقُرْآنِ وَقَدْ ثَبَتَ فِي [ الْحَدِيثِ ] الصَّحِيحِ عِنْدَ
التِّرْمِذِيِّ وَصَحَّحَهُ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=3أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=820157nindex.php?page=treesubj&link=28892الْحَمْدُ لِلَّهِ أُمُّ الْقُرْآنِ وَأُمُّ الْكِتَابِ وَالسَّبْعُ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنُ الْعَظِيمُ وَيُقَالُ لَهَا : الْحَمْدُ ، وَيُقَالُ لَهَا : الصَّلَاةُ ، لِقَوْلِهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ عَنْ رَبِّهِ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=820158قَسَمْتُ الصَّلَاةَ بَيْنِي وَبَيْنَ عَبْدِي نِصْفَيْنِ ، فَإِذَا قَالَ الْعَبْدُ : الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ، قَالَ اللَّهُ : حَمِدَنِي عَبْدِي الْحَدِيثَ . فَسُمِّيَتِ الْفَاتِحَةُ صَلَاةً ؛ لِأَنَّهَا شَرْطٌ فِيهَا . وَيُقَالُ لَهَا : الشِّفَاءُ ؛ لِمَا رَوَاهُ
الدَّارِمِيُّ عَنْ
أَبِي سَعِيدٍ مَرْفُوعًا :
nindex.php?page=hadith&LINKID=820159فَاتِحَةُ الْكِتَابِ شِفَاءٌ مِنْ كُلِّ سُمٍّ . وَيُقَالُ لَهَا : الرُّقْيَةُ ؛ لِحَدِيثِ
أَبِي سَعِيدٍ فِي الصَّحِيحِ حِينَ رَقَى بِهَا الرَّجُلَ السَّلِيمَ ،
nindex.php?page=hadith&LINKID=820160فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : وَمَا يُدْرِيكَ أَنَّهَا رُقْيَةٌ ؟ . وَرَوَى
الشَّعْبِيُّ عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ سَمَّاهَا : أَسَاسَ الْقُرْآنِ ، قَالَ : فَأَسَاسُهَا بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ، وَسَمَّاهَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ : الْوَاقِيَةُ . وَسَمَّاهَا يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ : الْكَافِيَةُ ؛ لِأَنَّهَا تَكْفِي عَمَّا عَدَاهَا وَلَا يَكْفِي مَا سِوَاهَا عَنْهَا ، كَمَا جَاءَ فِي بَعْضِ الْأَحَادِيثِ الْمُرْسَلَةِ : أُمُّ الْقُرْآنِ عِوَضٌ مِنْ غَيْرِهَا ، وَلَيْسَ غَيْرُهَا عِوَضًا عَنْهَا . وَيُقَالُ لَهَا : سُورَةُ الصَّلَاةِ وَالْكَنْزِ ، ذَكَرَهُمَا الزَّمَخْشَرِيُّ فِي كَشَّافِهِ . وَهِيَ مَكِّيَّةٌ ، قَالَهُ
ابْنُ عَبَّاسٍ وَقَتَادَةُ nindex.php?page=showalam&ids=11873وَأَبُو الْعَالِيَةِ ، وَقِيلَ مَدَنِيَّةٌ ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=3أَبُو هُرَيْرَةَ وَمُجَاهِدٌ nindex.php?page=showalam&ids=16572وَعَطَاءُ بْنُ يَسَارٍ nindex.php?page=showalam&ids=12300وَالزُّهْرِيُّ . وَيُقَالُ : نَزَلَتْ مَرَّتَيْنِ : مَرَّةً
بِمَكَّةَ ، وَمَرَّةً
بِالْمَدِينَةِ ، وَالْأَوَّلُ أَشْبَهُ لِقَوْلِهِ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=15&ayano=87وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِيَ ) [ الْحِجْرِ : 87 ] ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ . وَحَكَى
أَبُو اللَّيْثِ السَّمَرْقَنْدِيُّ أَنَّ نِصْفَهَا نَزَلَ
بِمَكَّةَ وَنِصْفَهَا الْآخَرَ نَزَلَ
بِالْمَدِينَةِ ، وَهُوَ غَرِيبٌ جِدًّا ، نَقْلَهُ
الْقُرْطُبِيُّ عَنْهُ . وَهِيَ سَبْعُ آيَاتٍ بِلَا خِلَافٍ ، [ وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16711عَمْرُو بْنُ عُبَيْدٍ : ثَمَانٌ ، وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14129حُسَيْنٌ الْجُعْفِيُّ : سِتَّةٌ وَهَذَانَ شَاذَّانِ ] . وَإِنَّمَا اخْتَلَفُوا فِي
nindex.php?page=treesubj&link=28971_20762الْبَسْمَلَةِ : هَلْ هِيَ آيَةٌ مُسْتَقِلَّةٌ مِنْ أَوَّلِهَا كَمَا هُوَ عِنْدَ جُمْهُورِ قُرَّاءِ
الْكُوفَةِ وَقَوْلُ الْجَمَاعَةِ مِنَ الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ وَخَلْقٌ مِنَ الْخَلَفِ ، أَوْ بَعْضُ آيَةٍ أَوْ لَا تُعَدُّ مِنْ أَوَّلِهَا بِالْكُلِّيَّةِ ، كَمَا هُوَ قَوْلُ أَهْلِ
الْمَدِينَةِ مِنَ الْقُرَّاءِ وَالْفُقَهَاءِ ؟ عَلَى ثَلَاثَةِ أَقْوَالٍ ، سَيَأْتِي تَقْرِيرُهُ فِي مَوْضِعِهِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى ، وَبِهِ الثِّقَةُ .
[ ص: 102 ]
قَالُوا : وَكَلِمَاتُهَا خَمْسٌ وَعِشْرُونَ كَلِمَةً ، وَحُرُوفُهَا مِائَةٌ وَثَلَاثَةَ عَشَرَ حَرْفًا . قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=12070الْبُخَارِيُّ فِي أَوَّلِ كِتَابِ التَّفْسِيرِ :
nindex.php?page=treesubj&link=28883وَسُمِّيَتْ أُمَّ الْكِتَابِ سُورَةَ الْفَاتِحَةِ ، لِأَنَّهُ يُبْدَأُ بِكِتَابَتِهَا فِي الْمَصَاحِفِ ، وَيُبْدَأُ بِقِرَاءَتِهَا فِي الصَّلَاةِ وَقِيلَ : إِنَّمَا سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لِرُجُوعِ مَعَانِي الْقُرْآنِ كُلِّهِ إِلَى مَا تَضَمَّنَتْهُ . قَالَ
ابْنُ جَرِيرٍ : وَالْعَرَبُ تُسَمِّي كُلَّ جَامِعِ أَمْرٍ أَوْ مُقَدَّمٍ لِأَمْرٍ - إِذَا كَانَتْ لَهُ تَوَابِعُ تَتْبَعُهُ هُوَ لَهَا إِمَامٌ جَامِعٌ - أُمًّا ، فَتَقُولُ لِلْجِلْدَةِ الَّتِي تَجْمَعُ الدِّمَاغَ ، أُمُّ الرَّأْسِ ، وَيُسَمُّونَ لِوَاءَ الْجَيْشِ وَرَايَتَهُمُ الَّتِي يَجْتَمِعُونَ تَحْتَهَا أُمًّا ، وَاسْتَشْهَدَ بِقَوْلِ
nindex.php?page=showalam&ids=15871ذِي الرُّمَّةِ :
عَلَى رَأْسِهِ أُمٌّ لَنَا نَقْتَدِي بِهَا جِمَاعُ أُمُورٍ لَيْسَ نَعْصِي لَهَا أَمْرَا
يَعْنِي : الرُّمْحُ . قَالَ : وَسُمِّيَتْ
مَكَّةُ : أُمَّ الْقُرَى لِتَقَدُّمِهَا أَمَامَ جَمِيعِهَا وَجَمْعِهَا مَا سِوَاهَا ، وَقِيلَ : لِأَنَّ الْأَرْضَ دُحِيَتْ مِنْهَا .
وَيُقَالُ لَهَا أَيْضًا : الْفَاتِحَةُ ؛ لِأَنَّهَا تُفْتَتَحُ بِهَا الْقِرَاءَةُ ، وَافْتَتَحَتِ الصَّحَابَةُ بِهَا كِتَابَةَ الْمُصْحَفِ الْإِمَامِ ، وَصَحَّ تَسْمِيَتُهَا بِالسَّبْعِ الْمَثَانِي ، قَالُوا : لِأَنَّهَا تُثَنَّى فِي الصَّلَاةِ ، فَتُقْرَأُ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ ، وَإِنْ كَانَ لِلْمَثَانِي مَعْنًى آخَرُ غَيْرُ هَذَا ، كَمَا سَيَأْتِي بَيَانُهُ فِي مَوْضِعِهِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ . قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=12251الْإِمَامُ أَحْمَدُ : حَدَّثَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=17376يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ، أَنْبَأَنَا
ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ وَهَاشِمُ بْنُ هَاشِمٍ عَنِ
ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ ، عَنِ
الْمَقْبُرِيِّ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=3أَبِي هُرَيْرَةَ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ لِأُمِّ الْقُرْآنِ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=820161هِيَ أُمُّ الْقُرْآنِ ، وَهِيَ السَّبْعُ الْمَثَانِي ، وَهِيَ الْقُرْآنُ الْعَظِيمُ . ثُمَّ رَوَاهُ عَنْ
إِسْمَاعِيلَ بْنِ عُمَرَ عَنِ
ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ بِهِ ، وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ : حَدَّثَنِي
nindex.php?page=showalam&ids=17418يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى ، أَنَا
ابْنُ وَهْبٍ ، أَخْبَرَنِي
ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ ، عَنْ
سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=3أَبِي هُرَيْرَةَ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=820162هِيَ أُمُّ الْقُرْآنِ ، وَهِيَ فَاتِحَةُ الْكِتَابِ ، وَهِيَ السَّبْعُ الْمَثَانِي . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=13507الْحَافِظُ أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُوسَى بْنِ مَرْدَوَيْهِ فِي تَفْسِيرِهِ : حَدَّثَنَا
أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ ، ثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ غَالِبِ بْنِ حَارِثٍ ، ثَنَا
إِسْحَاقُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ الْمَوْصِلِيُّ ، ثَنَا
الْمُعَافَى بْنُ عِمْرَانَ ، عَنْ
عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ جَعْفَرٍ ، عَنْ
نُوحِ بْنِ أَبِي بِلَالٍ ، عَنِ
الْمَقْبُرِيِّ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=3أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=824585قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ سَبْعُ آيَاتٍ : بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ إِحْدَاهُنَّ ، وَهِيَ السَّبْعُ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنُ الْعَظِيمُ ، وَهِيَ أُمُّ الْكِتَابِ .
[ ص: 103 ]
وَقَدْ رَوَاهُ
nindex.php?page=showalam&ids=14269الدَّارَقُطْنِيُّ أَيْضًا عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=3أَبِي هُرَيْرَةَ مَرْفُوعًا بِنَحْوِهِ أَوْ مِثْلِهِ ، وَقَالَ : كُلُّهُمْ ثِقَاتٌ . وَرَوَى
nindex.php?page=showalam&ids=13933الْبَيْهَقِيُّ عَنْ
عَلِيٍّ nindex.php?page=showalam&ids=11وَابْنِ عَبَّاسٍ nindex.php?page=showalam&ids=3وَأَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّهُمْ فَسَّرُوا قَوْلَهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=15&ayano=87سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِي ) [ الْحِجْرِ : 87 ] بِالْفَاتِحَةِ ، وَأَنَّ الْبَسْمَلَةَ هِيَ الْآيَةُ السَّابِعَةُ مِنْهَا ، وَسَيَأْتِي تَمَامُ هَذَا عِنْدَ الْبَسْمَلَةِ .
وَقَدْ رَوَى
الْأَعْمَشُ عَنْ
إِبْرَاهِيمَ قَالَ : قِيلَ
nindex.php?page=showalam&ids=10لِابْنِ مَسْعُودٍ : لِمَ لَمْ تَكْتُبِ الْفَاتِحَةَ فِي مُصْحَفِكِ ؟ قَالَ : لَوْ كَتَبْتُهَا لِكَتَبْتُهَا فِي أَوَّلِ كُلِّ سُورَةٍ . قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11939أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي دَاوُدَ : يَعْنِي حَيْثُ يَقْرَأُ فِي الصَّلَاةِ ، قَالَ : وَاكْتَفَيْتُ بِحِفْظِ الْمُسْلِمِينَ لَهَا عَنْ كِتَابَتِهَا .
وَقَدْ قِيلَ : إِنَّ الْفَاتِحَةَ أَوَّلُ شَيْءٍ نَزَلَ مِنَ الْقُرْآنِ ، كَمَا وَرَدَ فِي حَدِيثٍ رَوَاهُ
nindex.php?page=showalam&ids=13933الْبَيْهَقِيُّ فِي دَلَائِلِ النُّبُوَّةِ وَنَقْلَهُ
الْبَاقِلَّانِيُّ أَحَدَ أَقْوَالٍ ثَلَاثَةٍ هَذَا [ أَحَدُهَا ] وَقِيلَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=1يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ كَمَا فِي حَدِيثِ
جَابِرٍ فِي الصَّحِيحِ . وَقِيلَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=96&ayano=1اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ ) [ الْعَلَقِ : 1 ] وَهَذَا هُوَ الصَّحِيحُ ، كَمَا سَيَأْتِي تَقْرِيرُهُ فِي مَوْضِعِهِ ، وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ .