[ ص: 294 ] الآية الثانية وربك فكبر } فيها مسألتان : قوله تعالى : {
المسألة الأولى التكبير هو التعظيم حسبما بيناه في كتاب الأمد الأقصى ، ومعناه ذكر الله بأعظم صفاته بالقلب ، والثناء عليه باللسان ، بأقصى غايات المدح والبيان ، والخضوع [ له ] بغاية العبادة كالسجود له ذلة وخضوعا المسألة الثانية هذا القول وإن كان يقتضي بعمومه تكبير الصلاة ، فإنه مراد به التكبير والتقديس ، والتنزيه بخلع الأنداد والأصنام دونه ، ولا تتخذ وليا غيره ، ولا تعبد ولا ترى لغيره فعلا إلا له ، ولا نعمة إلا منه ; لأنه لم تكن صلاة عند نزولها ، وإنما كان ابتداء التوحيد .
وقد روي { قال يوم أبا سفيان أحد : اعل هبل ، اعل هبل ; فقال النبي صلى الله عليه وسلم : قولوا له : الله أعلى وأجل } وقد صار هذا اللفظ بعرف الشرع في تكبير العبادات كلها أذانا وصلاة وذكرا ، بقوله : " الله أكبر " وحمل عليه لفظ النبي صلى الله عليه وسلم الوارد على الإطلاق في مواردها ، منها قوله : { أن } والشرع يقتضي بعرفه ما يقتضي بعمومه . ومن موارده أوقات الإهلال بالذبائح لله تخليصا له من الشرك ، وإعلانا باسمه في النسك ، وإفرادا لما شرع لأمره بالسفك . تحريمها التكبير وتحليلها التسليم