[ ص: 137 ] سورة الذاريات [ فيها ثلاث آيات ]
الآية الأولى قوله تعالى : { كانوا قليلا من الليل ما يهجعون } فيها ثلاث مسائل : المسألة الأولى الهجوع : النوم ، وذلك من أحد وجهين : الأول الإقبال [ على الأنس بالحديث ، وكانت عادتهم ، أو ] على الوطء .
الثاني الإقبال على الصلاة ، وهو الصحيح . والأول [ ضعيف والثاني ] باطل .
ولولا مخافتنا أن يتعلق به متعلق يوما ما ذكرناه لبطلانه . المسألة الثانية تكلم المفسرون في قوله : { كانوا قليلا من الليل ما يهجعون } لأجل أن ظاهره يعطي أن نومهم بالليل كان قليلا ، ولم يكن كذلك . وإنما مدح الله عز وجل من يصلي قليلا ; لأن الأول ليس في الإمكان ; وإنما [ معناه ] كانوا يهجعون قليلا من الليل ، أي يسهرون قليلا . ومدح الله تعالى السهر بالقليل ; لأن عمل العباد كله قليل .
وفي قوله ( ما ) اختلاف بين النحاة : قال بعضهم : هي صلة . وقال بعضهم : هي مع الفعل بتأويل المصدر ; والكل صحيح . وقد بيناه في كتاب الملجئة .