فصل
كما أمر به القرآن فقال: وإذا كانت الصلاة على ما ذكر من توسيع الوقت تارة وتقديره أخرى، فلا تؤخر عن الوقت الموسع، بل المحافظة عليها في الوقت أمر واجب على كل حال، حافظوا على الصلوات ، وقال: فويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون ، وقال: فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات ، وقال: الذين هم على صلاتهم دائمون ، والذين هم على صلواتهم يحافظون ، مستثنيا هؤلاء ممن خلف هؤلاء، وعاد ذاكرا لهم في "الوارثين الذين يرثون الفردوس". وكما قال: أقم الصلاة لدلوك الشمس إلى غسق الليل ، وقال: وأقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل ، وقال: وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل [ ص: 313 ] غروبها الآية . ومثلها في ق ، وقال: وسبح بحمد ربك حين تقوم ومن الليل فسبحه وإدبار النجوم ، وقال: وسبح بحمد ربك بالعشي والإبكار ، وقال: إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا . فأمر بفعل الصلوات في مواقيتها مطلقا وعموما، وأمر به مفصلا وخصوصا في الآيات التي عينتها.
وقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: . "إنه سيكون عليكم أمراء يؤخرون الصلاة عن وقتها، فصلوا الصلاة لوقتها، ثم اجعلوا صلاتكم معهم نافلة"