[ ص: 199 ] قاعدة في أفعال الحج [ ص: 200 ] [ ص: 201 ] بسم الله الرحمن الرحيم
قال شيخ الإسلام
تقي الدين ابن تيمية رحمه الله:
الحمد لله، نستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وسلم تسليما.
فصل
في أعمال الحج والعمرة، وما يشرع منها في غير حج ولا عمرة، وما يختص بالحج، وهل لمن ليس بحاج ولا معتمر أن يدخل معهم في بعض ذلك ولا يلتزم شرائطه، وكذلك الصلاة فنقول: أعمال الحج ثلاثة أقسام، منها ما يختص بالحج، ومنها ما يشترك فيه الحج والعمرة، ومنها ما يشرع منفردا عن الحج والعمرة.
فهذا الثالث هو فإن الحج لا بد فيه من طواف بالبيت، وكذلك العمرة. والطواف عبادة مستقلة، فيطوف بالبيت المحل الذي ليس في حج ولا عمرة، ولا يشترط له إحرام. وهذا متفق عليه بين المسلمين، مشروع للخلق من حين بنى الطواف بالبيت، إبراهيم البيت. قال تعالى: وطهر بيتي للطائفين والقائمين والركع السجود . فهذه [ ص: 202 ] العبادات الطواف والاعتكاف والصلاة هي مشروعة لجميع الناس، لا يختص شيء من ذلك بالحج والعمرة، بل الاعتكاف مشروع بغير إحرام، وكذلك الصلاة، وكذلك الطواف. لكن لقوله تعالى: الطواف هو ركن في الحج والعمرة، بخلاف الاعتكاف، ثم ليقضوا تفثهم وليوفوا نذورهم وليطوفوا بالبيت العتيق .