مقربون سابقون، ومقتصدون أبرار أصحاب [ ص: 69 ] يمين، كما ذكر الله هذين الصنفين في سورة الواقعة في أولها وفي آخرها، فذكر تعالى وأولياء الله نوعان: فقال تعالى: أن الناس ثلاثة أصناف وقت القيامة الكبرى ووقت الموت، وكنتم أزواجا ثلاثة فأصحاب الميمنة ما أصحاب الميمنة وأصحاب المشأمة ما أصحاب المشأمة والسابقون السابقون .
وكذلك قال في آخر السورة: فأما إن كان من المقربين فروح وريحان وجنت نعيم وأما إن كان من أصحاب اليمين فسلام لك من أصحاب اليمين وأما إن كان من المكذبين الضالين فنزل من حميم وتصلية جحيم .
وكذلك ذكر الأصناف الثلاثة في سورة هل أتى على الإنسان، وفي سورة المطففين. وقد ذكر في سورة فاطر محمد - صلى الله عليه وسلم - إلى ثلاثة أصناف في قوله: تقسيم أمة ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات ، فالظالم لنفسه: هو المفرط بترك المأمور أو فعل المحظور، والمقتصد : المؤدي للفرائض، المجتنب للمحارم، والسابق بالخيرات: المؤدي للواجب والمستحب، والتارك للمحرم والمكروه.