في المثل والكفو في الكتاب والسنة ولغة العرب
قال تعالى : يستبدل قوما غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم [محمد :38] ، وقال : أوليس الذي خلق السماوات والأرض بقادر على أن يخلق مثلهم [يس :81] ، وقال تعالى : فجزاء مثل ما قتل من النعم [المائدة :95] ، وقال : وجزاء سيئة سيئة مثلها [الشورى :40] ، وقال : وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به [النحل :126] ، وقال : فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم [البقرة :194] .
وقال النبي صلى الله عليه وسلم : » وذكر الحديث . «لا تبيعوا الذهب بالذهب إلا مثلا بمثل ، ولا تبيعوا الفضة بالفضة إلا مثلا بمثل
وقال عمر بن الخطاب : لأمنعن فروج ذوات الأحساب إلا في الأكفاء .
وذكر الفقهاء المكافأة في النكاح وفي القصاص وفي محلل الرمي ، فهناك يعتبر كون الزوج كفؤا ، وفي القصاص أن يكون المقتول كفؤا ، [ ص: 160 ] وفي السباق أن يكون المحلل يكافئ فرسه فرسهما ورميه رميهما .
وذكروا المماثلة في ضمان الأموال بالغصب والإتلاف ، فإذا كان المال مثلها وهو المكيل والموزون ضمن بمثله ، وفي غيره خلاف . وكذلك في الربا العلة التماثل في المشهور عندنا ، فلا تباع المثليات وهي المكيل والموزون إلا مثلا بمثل .
: مثلي يغار على مثلك يا رسول الله! عائشة وقالت
وقال حسان بن ثابت :
أتهجوه ولست له بمثل . . . فشركما لخيركما فداء
[كل] هذا يدل على أن الأجسام ليست متماثلة في الكتاب والسنة ولغة العرب ، وأن الهواء ليس مثل النار ، ولا النبات مثل الحيوان ، وأن ما اصطلح عليه بعض المتكلمين إما أن يكون فاسدا في المعنى ، وإما أن يكون اصطلاحا ليس هو لغة العرب ، فلا يجوز حمل نصوص الكتاب والسنة وكلام السلف على اصطلاح حادث مخالف لاصطلاحهم .
ويعرف بهذا أن تسميتهم مثبتة الصفات مشبهة أو ممثلة إنما على ما حدوا به التماثل و . . . . . . في الحدود التي خرجوا بها عن حدودها [ ص: 161 ] في الكتاب والسنة وكلام السلف والعرب . وحينئذ فلا بد . . . . . . . في نصوص الكتاب والسنة ، فلا يصف [الله إلا] باسم ليس في الشرع ما يذمه ، فإن الذي حمده زين وذمه شين هو الله . . . . . . . .
وقوله في حديث الصورة : يدل على أنه ليس ممتنعا من كل وجه كما هو قول . . . . . . . . . «لا يقولن أحدكم : قبح الله وجهك ووجه من أشبه وجهك »