والأكبر ما كانت الحروف فيه غير مرتبة كالتراكيب الستة في كل من جهة دلالتها على القوة ، فترد مادة اللفظين فصاعدا إلى معنى واحد ، ونحو [ ص: 317 ] ما ذهب إليه من عقد التغاليب الستة في القول على معنى السرعة والخفة نحو القول والقلو والولق والوقل واللوق ، وكذلك الكلام على الشدة كالملك والكمل واللكم . ابن جني
قال الشيخ أبو حيان : ولم يقل بهذا الاشتقاق الأكبر أحد من النحويين إلا أبا الفتح ، وحكي عن أنه كان يتأنس به في بعض المواضع . أبي علي الفارسي
قال أبو حيان : والصحيح أن هذا الاشتقاق غير معول عليه لعدم اطراده . قلت : قد ذهب إليه أبو الحسن بن فارس ، وبنى عليه كتابه المقاييس في اللغة ، فيرد تراكيب المادة المختلفة إلى معنى واحد مشترك بينهما ، وقد يكون ظاهرا في بعضها خفيا في البعض ، فيحتاج في رده إلى ذلك المعنى إلى تلطف واتساع في اللغة ، ومعرفة المناسبات . مثاله : من مادة " ص ر ب " تصبر وتربص وتبصر ، والتراكيب الثلاثة راجعة إلى معنى التأني نحو : تصبر على فلان إنه معسر ثم طالبه و [ قول الشاعر ] :
تربص بها ريب المنون لعلها تطلق يوما أو يموت حليلها
ومن مادة " ع ب ر " عبر وربع وبعر وبرع ورعب ، وهذه المادة ترجع إلى معنى الانتقال والمجاوزة ، ومن ذلك " ح س د " حسد ، دحس وحدس ترجع إلى معنى التضييق ، والحدس جودة الفراسة وإصابتها ، لأن الحادس يضيق مجال الحكم حتى يتعين له محكوم واحد .
وأما الأوسط : فهو أن تتفق أكثر حروف الكلمة كفلق وفلح وفلد يدل على الشق ، ووقع هذا في كلام في مواضع . الزمخشري