112 - قوله: (ص): "فعلل قوم رواية اللفظ المذكور (يعني نفي القراءة) لما رأوا الأكثرين إنما قالوا فيه: فكانوا يستفتحون القراءة بالحمد لله رب العالمين......." إلى آخره.
يعني بذلك ، فإنه السابق إلى ذلك فقال: إن المحفوظ عن الدارقطني من رواية عامة أصحابه عنه كانوا يفتتحون القراءة بالحمد لله رب العالمين. قتادة
قال: وهو المحفوظ عن وغيره عن قتادة - رضي الله عنه - وتبعه أنس الخطيب . والبيهقي
وفي ذلك نظر، لأنه يستلزم ترجيح إحدى الروايتين على الأخرى مع إمكان الجمع بينهما، وكيف يحكم على رواية عدم الجهر بالشذوذ وفي رواتها عن مثل قتادة ؟ شعبة
قال - في مسنده – ثنا أحمد ، ثنا وكيع عن شعبة عن قتادة بلفظ: أنس . فكانوا "لا يجهرون بـ بسم الله الرحمن الرحيم)"
وكذا أخرجه مسلم في صحيحه من طريق وابن خزيمة ، عن [ ص: 767 ] غندر ورواه شعبة ابن خزيمة في صحيحهما من طريق وابن حبان عن سعيد بن أبي عروبة ولفظه: قتادة أبو بكر ولا ولا عمر عثمان - رضي الله عنه - . "إن النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يجهر بـ (بسم الله الرحمن الرحيم)". ولا
وقال في صحيحه : ثنا ابن حبان الصوفي وغيره. ثنا ثنا علي بن الجعد شعبة وشيبان ، عن : سمعت قتادة يقول: أنس بن مالك وأبي بكر رضي الله عنهما وعمر وعثمان - رضي الله عنه - فلم أسمع أحدا منهم يجهر بـ: (بسم الله الرحمن الرحيم)" . "صليت خلف النبي - صلى الله عليه وسلم -
ورواهن ، عن الدارقطني عن البغوي بهذا. علي بن الجعد
[ ص: 768 ] وبوب عليه في صحيحه "باب الخبر المدحض" قول من زعم أن هذا الخبر لم يسمعه ابن حبان من قتادة - رضي الله عنه - . أنس
وكذا رواه جماعة من أصحاب عنه ورواه آخرون عنه بلفظ الافتتاح، ورواه عن قتادة جماعة حفاظ أصحابه هكذا ورواه آخرون عن بلفظ الافتتاح، فيظهر أن شعبة كان يرويه على الوجهين وكذلك قتادة ومن أدل دليل على ذلك أن شعبة رواه في مسند يونس بن حبيب عنه عن أبي داود الطيالسي بلفظ الافتتاح. شعبة
ورواه محمد بن المثنى ويحيى بن أبي طالب عنه بلفظ عدم الجهر - فالله أعلم - .
[شاهد لحديث :] أنس
ويشهد لحديث - رضي الله عنه - المذكور حديث أنس - رضي الله تعالى عنه - الذي حسنه عبد الله بن مغفل ولفظه: الترمذي وأبي بكر وعمر وعثمان - رضي الله تعالى عنهم - فلم أسمع أحدا منهم يقولها. صليت مع النبي - صلى الله عليه وسلم -
ورواه بلفظ: النسائي - رضي الله عنه - إذا سمع أحدا يقرأ بسم الله الرحمن الرحيم يقول: صليت خلف النبي - صلى الله [ ص: 769 ] عليه وسلم - وخلف عبد الله بن مغفل أبي بكر وخلف - رضي الله عنهم - فما سمعت أحدا منهم يقرأ بسم الله الرحمن الرحيم. عمر كان
وهو حديث حسن، لأن رواته ثقات ولم يصب من ضعفه بأن ابن عبد الله بن مغفل مجهول لم يسم.
فقد ذكره في "تأريخه" فسماه: يزيد. ولم يذكر فيه هو ولا البخاري جرحا، فهو مستور اعتضد حديثه، وقد احتج أصحابنا وغيرهم بما هو دون ذلك. ابن أبي حاتم
ويعضد ذلك - أيضا - ما رواه في مسند الإسماعيلي بسنده الصحيح إليه، عن زيد بن أبي أنيسة ، عن عمرو بن مرة عن أبيه، قال: نافع بن جبير بن مطعم . وأصل الحديث في "السنن" وغيرها بغير هذا السياق. ومما يدل على ثبوت أصل البسملة في أول القراءة في الصلاة ما رواه صلينا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلاة يجهر فيها بالقراءة، فلما صف الناس كبر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثم قال: "اللهم إني أعوذ بك من الشيطان الرجيم من همزه ونفخه ونفثه، ثم قرأ بفاتحة الكتاب ولم يجهر ببسم الله الرحمن الرحيم" النسائي وابن خزيمة في صحيحيهما وغيرهم من رواية وابن حبان نعيم المجمر قال:
[ ص: 770 ] ، فقرأ بسم الله الرحمن الرحيم، ثم قرأ بأم القرآن، فذكر الحديث وفي آخره فلما سلم قال: والذي نفسي بيده إني لأشبهكم صلاة برسول الله - صلى الله عليه وسلم - أبي هريرة وهو حديث صحيح لا علة له. "صليت خلف
ففي هذا رد على من نفاها البتة وتأييد لتأويل - رضي الله عنه - لكنه غير صحيح في ثبوت الجهر، لاحتمال أن يكون سماع الشافعي نعيم لها من - رضي الله تعالى عنه - حال مخافته لقربه منه، فبهذه تتفق الروايات كلها. أبي هريرة
تنبيه:
استدل ابن الجوزي على أن بحديث رواه البسملة ليست من أول السورة وأصحاب السنن أحمد وابن حبان من طريق والحاكم عباس الجشمي ، عن - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: أبي هريرة إن سورة من القرآن ثلاثون آية شفعت لرجل حتى غفر له وهي تبارك الذي بيده الملك.
قال ابن الجوزي : لا يختلف العادون أنها ثلاثون آية من غير البسملة.
هكذا استدل به، ولا دلالة فيه، لأن من عادة العرب حذف الكسور، وقد ورد ذلك في حديث مصرح به في "المسند" - أيضا - هو حديث - رضي الله عنه - قال: ابن [ ص: 771 ] مسعود أقرأني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سورة من آل حم قال: يعني الأحقاف، قال: وكانت السورة إذا كانت أكثر من ثلاثين آية سميت ثلاثين.