50 - (ج) ومنها قوله: (ع):
"إن رواية ، عن الوليد بن مسلم التي أخرجها الأوزاعي معلومة لأن مسلم الوليد يدلس . تدليس التسوية"
أقول: لا يتجه تعليله بتدليس الوليد ، لأنه صرح بسماعه من (وصرح بأن الأوزاعي ) ما سمعه من الأوزاعي وإنما كتب إليه قتادة فقد سمعه [ ص: 754 ] من وقتادة - رضي الله عنه - كما رويناه في "كتاب القراءة خلف الإمام" أنس قال: ثنا للبخاري ثنا محمد بن يوسف - هو الفريابي - قال: كتب إلي الأوزاعي قال: حدثني قتادة - رضي الله عنه - وكذا رويناه في "السنن الكبير" أنس من طريق للبيهقي حدثني أبي حدثنا العباس بن الوليد بن مزيد مثله سواء، وكذا رويناه من طريق الأوزاعي الهقل بن زياد ، عن قال: كتبت إلى الأوزاعي أسأله عن الجهر بـ (بسم الله الرحمن الرحيم) فكتب إلي يذكر قال: حدثني قتادة - رضي الله عنه - أنس بن مالك وأبي بكر وعمر وعثمان - رضي الله تعالى عنهم - فكانوا يستفتحون بالحمد لله رب العالمين، لا يذكرون بسم الله الرحمن الرحيم في أول القراءة ولا في آخرها . أنه صلى خلف النبي - صلى الله عليه وسلم -
فهذه متابعة ، عن للوليد بن مسلم . الأوزاعي
[وكذا] رويناها في فوائد إسماعيل بن قيراط العذري قال: ثنا سليمان بن عبد الرحمن . ثنا الهقل ، فذكره، نقلته من خط . الحافظ السلفي
[ ص: 755 ] وكذلك رواه في صحيحه من طريق أبو عوانة عن بشر بن بكر ، فذكر المتن مثله سواء، ولم يذكر القصة التي في السند وتابعه الأوزاعي ، عن أبو المغيرة . الأوزاعي
قال في "مسنده" ثنا أحمد ، ثنا أبو المغيرة قال: الأوزاعي
كتب إلي قال: "حدثني قتادة - رضي الله عنه - قال: أنس بن مالك وأبي بكر وعمر وعثمان - رضي الله عنهم - فكانوا يستفتحون بالحمد لله رب العالمين لا يذكرون بسم الله الرحمن الرحيم في أول القراءة ولا في آخرها" . صليت خلف النبي - صلى الله عليه وسلم -
وهذه متابعة قوية . للوليد بن مسلم
وأبو المغيرة من ثقات الحمصيين أخرج عنه في صحيحه محتجا به. فبان أن تعليله بتدليس البخاري الوليد (لا وجه) له لكن لو أعله الشيخ بأن قول : إن الأوزاعي كتب إليه فيه مجاز لأن قتادة كان أكمه لا يكتب، فيكون قد أمر بالكتابة عنه غيره وحينئذ ، فذلك الغير مجهول الحال عندنا حتى ولو كان قتادة يثق به فلا يكفي ذلك في ثبوت عدالته إلا عند من يقبل التزكية على الإبهام. قتادة
وهو مرجوح عند الشيخ لاحتمال أن يكون مضعفا عند غيره بقادح.
وستأتي المسألة مفصلة - إن شاء الله - .
فرجعت رواية إلى أنها عن شخص مجهول كتب إليه بإذن الأوزاعي (عن قتادة ) عن قتادة - رضي الله عنه -. أنس
[ ص: 756 ] فهذه العلة أشد من تدليس الوليد الذي حصل الأمن منه بتصريحه بالسماع وبمتابعة من تابعه من أصحاب . الأوزاعي