106 - قوله: (ص): "فذكر أبو عيسى الترمذي أن تفرد من بين الثقات بزيادة قوله من المسلمين" . مالكا
[اعتراض النووي على ] : ابن الصلاح
اعترض عليه الشيخ محيي الدين بقوله: لا يصح التمثيل بهذا الحديث; لأنه لم ينفرد به، بل وافقه في الزيادة عمر بن نافع بن عمر والضحاك بن عثمان .
والأول في صحيح ، والثاني في صحيح البخاري . مسلم
[تعقب على التبريزي النووي :]
وتعقب الشيخ تاج الدين التبريزي كلام الشيخ محيي الدين بقوله: إنما مثل به حكاية على ، فلا يرد عليه شيء". انتهى. الترمذي
[تعقب الحافظ على :] التبريزي
وهذا التعقب غير مرضي; لأن الإيراد على المصنف من جهة عدم مطابقة المثال للمسألة المفروضة ولو كان حاكيا، لأنه أقره فرضية وعلى تقدير عدم الورود من هذه الحيثية، فيرد عليه من جهة تعبيره لعبارة ، لأن الترمذي لم يطلق تفرد الترمذي به كما بينه شيخنا عنه. مالك
[ ص: 697 ] ثم راجعت كتاب فوجدته في كتاب الزكاة قد أطلق كما حكاه عنه المصنف. ولفظه: "حديث الترمذي - رضي الله عنهما - رواه ابن عمر عن مالك عن نافع - رضي الله عنهما - نحو حديث ابن عمر ، وزاد فيه، من المسلمين"، ورواه غير واحد عن أيوب ولم يذكر فيه "من المسلمين". نافع
وفي "كتاب العلل المفرد" قد قيد كما حكاه عنه شيخنا .
فكأن نقل كلامه من كتاب الزكاة ولم يراجع كلامه في العلل والله أعلم. ابن الصلاح
وأما قول شيخنا: اختلف في زيادتها على وعلى عبيد الله بن عمر وأحال في بيان ذلك على شرح أيوب ، فقد رأيت بيان ذلك هنا. الترمذي
قال : "ذكر ابن عبد البر أحمد بن خالد أن بعض أصحابه حدثه عن يوسف بن يعقوب القاضي عن عن سليمان بن حرب عن حماد بن زيد وقال فيه: "من المسلمين". أيوب
وقال : وهو خطأ على ابن عبد البر والمحفوظ فيه عنه من رواية أيوب الحمادين وابن علية . وسلام بن أبي مطيع
[ ص: 698 ] وعبد الوارث وعبد الله بن شوذب وغيرهم ليس فيه: "من المسلمين".
قلت: بل رواية عبد الله بن شوذب عن قال فيها: "من المسلمين". أيوب
كذلك رواه في صحيحه عن ابن خزيمة الحسن بن عبد الله بن منصور الأنطاكي عن محمد بن كثير عنه.
ثم قال : "ورواه ابن عبد البر سعيد بن عبد الرحمن الجمحي عن - رضي الله عنهما- فزاد فيه: "من المسلمين". ثم ساقه من طريقه بإسناده وقال: رواه عبيد الله بن عمر يحيى القطان وبشر بن المفضل وأبو أسامة وغيرهم عن عبيد الله فلم يذكروها.
قلت: وصلها في السنن - أيضا - الدارقطني في "المستدرك" من طريق والحاكم . سعيد بن عبد الرحمن
وقد أشار في السنن إلى رواية أبو داود هذه وقال: المشهور عن سعيد بن عبد الرحمن عبيد الله ليس فيه "من المسلمين".
وقد رواه في السنن عن الدارقطني أبي محمد بن صاعد ، عن [ ص: 699 ] محمد بن عبد الملك بن زنجويه عن ، عن عبد الرزاق ، عن الثوري - رضي الله عنهما - وقال فيه: "على كل مسلم "، ثم رواه عن عبيد الله بن عمر محمد بن إسماعيل الفارسي عن إسحاق الدبري ، عن عن عبد الرزاق عن الثوري عبيد الله بن عمر وابن أبي ليلى كلاهما عن مثله . نافع
قلت: ولم يذكر شيخنا رواية هذه. ابن أبي ليلى
وقد روى - أيضا - ممن لم يذكره شيخنا عن أيوب بن موسى وموسى بن عقبة هكذا عزاه العلامة ويحيى بن سعيد الأنصاري مغلطاي لتخريج ، ولم أر ذلك في السنن الكبير ولا في المعرفة ولا في السنن الصغرى ولا في الخلافيات. البيهقي
فإن كان لذلك صحة، فتكون رويت عنهم من طرق غريبة، والمشهور عنهم بدون هذه الزيادة - والله أعلم - .
تنبيه:
ذكر أن هذه الجملة ليست زيادة في الحديث، [ ص: 700 ] وإنما هما حديثان قالهما النبي - صلى الله عليه وسلم - في وقتين: أبو بكر الرازي الحنفي
أحدهما: بالإطلاق للعموم.
والآخر: بتخصيص بعض أفراده بالذكر.
وفيه نظر، وإنما يتأتى هذا إذا كان الاختلاف من الصحابة - رضي الله عنهم - الرواة للحديثين عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
وأما هذا الحديث، فإن مخرجه واحد بترجمة واحدة فلا يتأتى (ما) ذكره - والله أعلم - .