وقال الذي آمن يا قوم اتبعون أهدكم سبيل الرشاد ؛ يعني سبيل القصد إلى الله - عز وجل -؛ وأخرجكم عن سبيل فرعون؛ فـ " أهدكم " ؛ جزم؛ جواب للأمر؛ المعنى: " إن تتبعوني أهدكم " ؛ لا جرم أنما تدعونني إليه ليس له دعوة في الدنيا ولا في الآخرة ؛ [ ص: 376 ] يعني أنه ليس له استجابة دعوة في الدنيا؛ ولا في الآخرة؛ قال سألت سيبويه: عن قوله: الخليل لا جرم ؛ فقال: " لا جرم " ؛ رد لكلام؛ والمعنى: " وجب أن لهم النار؛ وحق أن لهم النار " ؛ وأنشد:
ولقد طعنت أبا عيينة طعنة ... جرمت فزارة بعدها أن يغضبوا
المعنى: " كسبتهم الغضب؛ وأحقتهم بالغضب " ؛ فمعنى " لا جرم أنما تدعونني إليه " : " لقد وجب أن ما تدعونني إليه ليس له دعوة " ؛ أي: " وجب بطلان دعوته " ؛ وأن مردنا إلى الله ؛ وجب مردنا إلى الله؛ وكذلك وأن المسرفين هم أصحاب النار