ومسحه مر عقاب كاسر ... .....................
يبدل من الهاء حاء؛ ويدغم الحاء الأولى في الثانية؛ والسين ساكنة؛ فيجمع بين ساكنين؛ فأما بعد " يخطف " ؛ فالجيد " يخطف " ؛ و " يخطف " ؛ فمن قال: " يخطف " ؛ فالأصل: " يختطف " ؛ فأدغمت التاء في الطاء؛ وألقيت على الحاء فتحة التاء؛ ومن قال: " يخطف " ؛ كسر الخاء لسكونها؛ وسكون الطاء؛ وزعم بعض النحويين أن الكسر لالتقاء الساكنين ههنا خطأ؛ وأنه يلزم من قال هذا أن يقول [ ص: 96 ] في " يعض " : " يعض " ؛ وفي " يمد " : " يمد " ؛ وهذا خلط غير لازم؛ لأنه لو كسرها ههنا لالتبس ما أصله " يفعل " ؛ و " يفعل " ؛ بما أصله " يفعل " ؛ و " يخطف " ؛ ليس أصله غير هذا؛ ولا يكون مرة على " يفتعل " ؛ ومرة على " يفتعل " ؛ فكسر لالتقاء الساكنين في موضع غير ملبس؛ وامتنع في الملبس من الكسر لالتقاء الساكنين؛ وألزم حركة الحرف الذي أدغمه؛ لتدل الحركة عليه؛ ومعنى " خطفت الشيء " ؛ في اللغة؛ و " اختطفته " : أخذته بسرعة. وقوله - عز وجل -: كلما أضاء لهم مشوا فيه ؛ يقال: " ضاء الشيء؛ يضوء " ؛ و " أضاء؛ يضيء " ؛ وهذه اللغة الثانية هي المختارة؛ ويقال: " أظلم " ؛ و " ظلم " ؛ و " أظلم " ؛ المختار. وقوله - عز وجل -: ولو شاء الله لذهب بسمعهم ؛ وقد فسرنا توحيد السمع؛ ويقال: " أذهبته " ؛ و " ذهبت به " ؛ ويروى " أذهبت به " ؛ وهو لغة قليلة؛ فأما ذكر " أو " ؛ في قوله: " مثلهم كمثل الذي... " ؛ إلى: " أو كصيب " ؛ ف " أو " ؛ دخلت ههنا لغير شك؛ وهذه يسميها الحذاق باللغة " واو الإباحة " ؛ فتقول: " جالس القراء؛ أو الفقهاء؛ أو أصحاب الحديث؛ أو أصحاب النحو " ؛ فالمعنى أن التمثيل مباح لكم في المنافقين؛ إن مثلتموهم بالذي استوقد نارا؛ فذاك مثلهم؛ وإن مثلتموهم بأصحاب الصيب؛ فهذا مثلهم؛ أو مثلتموهم [ ص: 97 ] بهما جميعا؛ فهما مثلاهم؛ كما أنك إذا قلت: " جالس الحسن؛ أو " ؛ فكلاهما أهل أن يجالس؛ إن جالست الحسن فأنت مطيع؛ وإن جمعتهما فأنت مطيع. وقوله - عز وجل -: ابن سيرين يجعلون أصابعهم في آذانهم من الصواعق حذر الموت ؛ ويروى أيضا: " حذار الموت " ؛ والذي عليه قراؤنا " حذر الموت " ؛ وإنما نصبت " حذر الموت " ؛ لأنه مفعول له؛ والمعنى: يفعلون ذلك لحذر الموت؛ وليس نصبه لسقوط اللام؛ وإنما نصبه أنه في تأويل المصدر؛ كأنه قال: " يحذرون حذرا " ؛ لأن جعلهم أصابعهم في آذانهم من الصواعق يدل على حذرهم الموت؛ وقال الشاعر:
وأغفر عوراء الكريم ادخاره ... وأعرض عن شتم اللئيم تكرما
والمعنى: لادخاره؛ وقوله: " وأغفر عوراء الكريم " ؛ معناه: وأدخر الكريم.