لنا الجفنات الغر يلمعن بالضحى ... وأسيافنا يقطرن من نجدة دما
فقيل له: لم قللت الجفنات؛ ولم تقل: " الجفان " ؟ وهذا الخبر؛ عندي؛ مصنوع؛ لأن الألف والتاء قد تأتي للكثرة؛ قال الله - عز وجل -: [ ص: 276 ] إن المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات ؛ وقال: " في جنات " ؛ وقال: في الغرفات آمنون ؛ فالمسلمون ليسوا في جنات قليلة؛ ولكن إذا خص القليل في الجمع بالألف والتاء؛ فالألف والتاء أدل عليه؛ لأنه يلي التثنية؛ تقول: " حمام " ؛ و " حمامان " ؛ و " حمامات " ؛ فتؤدى بتاء الواحد؛ فهذا أدل على القليل؛ وجائز حسن أن يراد به الكثير؛ ويدل المعنى المشاهد على الإرادة؛ كما أن قولك: " جمع " ؛ يدل على القليل؛ والكثير. وقوله - عز وجل -: فمن تعجل في يومين ؛ أي: من نفر في يومين؛ فلا إثم عليه لمن اتقى ؛ قيل: لمن اتقى قتل الصيد؛ وقالوا: لمن اتقى التفريط في كل حدود الحج؛ فموسع عليه في التعجل في نفره.