تراه كالثغام يعل مسكا ... يسوء الغانيات إذا فليني
يريد: " فلينني " ؛ ورأيت مذهب المازني وغيره: رد هذه القراءة؛ وكذلك ردوا فبم تبشرون ؛ قال أبو إسحاق : والإقدام على رد هذه القراءة غلط؛ لأن نافعا - رحمه الله - قرأ بها؛ وأخبرني إسماعيل بن إسحاق أن نافعا - رحمه الله - [ ص: 217 ] لم يقرأ بحرف إلا وأقل ما قرأ به اثنان من قراء المدينة؛ وله وجه في العربية؛ فلا ينبغي أن يرد؛ ولكن الفتح في قوله: " فبم تبشرون " ؛ أقوى في العربية.
ومعنى قوله: " قل أتحاجوننا في الله " : أن الله - عز وجل - أمر المسلمين أن يقولوا لليهود الذين ظاهروا من لا يوحد الله - عز وجل - من النصارى؛ وعبدة الأوثان؛ فأمر الله أن يحتج عليهم ب " إنكم تزعمون أنكم موحدون؛ ونحن نوحد؛ فلم ظاهرتم من لا يوحد الله - جل وعز -؛ وهو ربنا وربكم؛ ولنا أعمالنا؛ ولكم أعمالكم؟ " ؛ ثم أعلموهم أنهم مخلصون؛ وإخلاصهم إيمانهم بأن الله - عز وجل - واحد؛ وتصديقهم جميع رسله؛ فأعلموا أنهم مخلصون؛ دون من خالفهم.