ولا تزر [18]
مقطوع مما قبله والأصل توزر حذفت الواو اتباعا ليزر وازرة نعت لمحذوف أي نفس وازرة، وكذا وإن تدع مثقلة قال : أي نفس مثقلة أو دابة قال: وهذا يقع للمذكر والمؤنث. قال الفراء : أي وإن تدع مثقلة إنسانا الأخفش إلى حملها والحمل ما كان على الظهر، وحمل المرأة وحمل النخلة حكاهما بالفتح لا غير، وحكى الكسائي إن حمل النخلة يفتح ويكسر ابن السكيت: ولو كان ذا قربى التقدير على قول ولو كان الإنسان المدعو ذا قربى، وأجاز الأخفش : (ولو كان ذو قربى). قال الفراء : وهذا جائز عند أبو جعفر ومثله سيبويه وإن كان ذو عسرة وتكون كان بمعنى وقع أو يكون [ ص: 369 ] الخبر محذوفا أي وإن كان فيمن تطلبون ذو عسرة، وحكى : الناس مجزيون بأعمالهم إن خير فخير، على هذا، وإن خيرا فخيرا، على الأول وحكى سيبويه الحكم بن أبان عن أنه قال: بلغني أن اليهودي والنصراني يرى الرجل المسلم يوم القيامة فيقول له: ألم أكن قد أسديت إليك يدا؟ ألم أكن قد أحسنت إليك؟ فيقول: بلى فيقول: انفعني فلا يزال المسلم ينقص من عذابه، وإن الرجل ليأتي إلى أبيه يوم القيامة فيقول: ألم أكن بك بارا وعليك مشفقا وإليك محسنا، وأنت ترى ما أنا فيه فهب لي حسنة من حسناتك أو تحمل عني سيئة فيقول: إن الذي سألتني يسير ولكني أخاف مثل ما تخاف، وإن الأب ليقول لابنه مثل ذلك فيرد عليه نحوا من هذا، وإن الرجل ليقول لزوجته: ألم أكن حسن العشرة لك فتحملي عني خطيئة لعلي أنجو فتقول: إن ذلك ليسير ولكني أخاف مما تخاف منه ثم تلا عكرمة عكرمة وإن تدع مثقلة إلى حملها لا يحمل منه شيء ولو كان ذا قربى إنما تنذر الذين يخشون ربهم وهو ينذر الخلق كلهم فخص الذين يخشون ربهم لأنهم الذين ينتفعون بالنذارة.