يا أيها الناس إن وعد الله حق فلا تغرنكم الحياة الدنيا [5]
[ ص: 361 ] قال : غرور الحياة الدنيا أن يشغل الإنسان بنعيمها وفتنتها عن عمل الآخرة حتى سعيد بن جبير يقول يا ليتني قدمت لحياتي ولا يغرنكم بالله الغرور وقال عن شعبة (ولا يغرنكم بالله الغرور) بضم الغين. وفيه ثلاثة أقوال: منها أن يكون جمع غار، كما تقول: جالس وجلوس، وهذا أحسن ما قيل فيه، ويكون معناه كمعنى "الغرور" قال سماك أبو حاتم : الغرور جمع غر، وغر مصدر، والقول الثالث يكون الغرور مصدرا، وهذا بعيد عند لأن غررته متعد، والمصدر من المتعدي إنما هو على فعل نحو ضربته ضربا إلا أشياء يسيرة سمعت لا يقاس عليها قالوا: لزمته لزوما، ونهكه المرض نهوكا. فأما معنى هذا الحرف فأحسن ما قيل فيه ما قاله أبي إسحاق ، قال: الغرور بالله جل وعز أن يكون الإنسان يعمل المعاصي ثم يتمنى على الله جل وعز المغفرة. سعيد بن جبير