بل ادارك علمهم في الآخرة [66]
هذه قراءة أكثر النحويين منهم شيبة ونافع ويحيى بن وثاب وعاصم والأعمش وحمزة ، وقرأ والكسائي أبو جعفر وابن كثير وأبو عمرو وحميد (بل أدرك) وقرأ (بل ادرك) بتخفيف الهمزة، وقرأ عطاء بن يسار ابن محيصن (بل ادرك علمهم في الآخرة) وقرأ (بلى أدارك) وإسناده إسناد صحيح هو من حديث ابن عباس عن شعبة أبي حمزة عن ، وزعم ابن عباس هارون القارئ أن قراءة (بل تدارك علمهم) القراءة الأولى والآخرة معناهما واحد؛ لأن أصل ادارك تدارك أدغمت التاء في الدال فجيء بألف الوصل؛ لأنه لا يبتدأ بساكن فإذا وصلت سقطت ألف الوصل وكسرت اللام لالتقاء الساكنين. وفي معناه قولان: أحدهما أن المعنى بل تكامل علمهم في الآخرة لأنهم رأوا كلما وعدوا به معاينة فتكامل علمهم به، والقول الآخر أن المعنى بل تتابع علمهم اليوم في الآخرة فقالوا تكون، وقالوا لا تكون. وفي معنى أدرك قولان: أحدهما معناه كمل في الآخرة، وهو مثل الأول، والآخر على معنى. أبي بن كعب
[ ص: 219 ] الإنكار وهذا مذهب ، واستدل على معنى صحة هذا القول بأن بعده أبي إسحاق بل هم منها عمون فأما معنى ادرك فليس فيه إلا وجه واحد، يكون فيه معنى الإنكار كما تقول: أأنا قاتلتك أي لم أقاتلك فيكون المعنى لم يدرك. "بل هم منها عمون" حذفت منه الياء لالتقاء الساكنين، ولم يجز تحريكها لثقل الحركة فيها.