كذب أصحاب الأيكة المرسلين [176]
وقرأ أبو جعفر (أصحاب ليكة المرسلين) وكذا قرأ في "صاد"، وأجمع القراء على الخفض في التي في سورة "الحجر" والتي في سورة "ق" فيجب أن يرد ما اختلفوا فيه إلى ما أجمعوا عليه إذ كان المعنى واحدا، فأما ما حكاه ونافع من أن ليكة هي اسم القرية التي كانوا فيها وأن . أبو عبيدة
[ ص: 190 ] الأيكة اسم البلد كله فشيء لا يثبت ولا يعرف من قاله، وإنما قيل: وهذا لا تثبت به حجة حتى يعرف من قاله فيثبت علمه، ولو عرف من قاله لكان فيه نظر لأن أهل العلم جميعا من أهل التفسير والعلم بكلام العرب على خلافه. روى عن عبد الله بن وهب عن جرير بن حازم قال: أرسل قتادة شعيب صلى الله عليه وسلم إلى أمتين أي قومه أهل مدين وإلى أصحاب الأيكة قال: والأيكة غيضة من شجر ملتف، وروى سعيد عن قال: كان أصحاب الأيكة أهل غيضة وشجر، وكانت عامة شجرهم الدوم، وهو شجر المقل، وروى قتادة جويبر عن قال: خرج أصحاب الأيكة يعني حين أصابهم الحر فانضموا إلى الغيضة والشجر فأرسل الله عليهم سحابة فاستظلوا تحتها، فلما تتاموا تحتها أحرقوا، ولو لم يكن في هذا إلا ما روي عن الضحاك قال: تحتها الشجر. ولا نعلم بين أهل اللغة اختلافا أن الأيكة الشجر الملتف. فأما احتجاج بعض من احتج لقراءة من قرأ في هذين الموضعين بالفتح بأنه في السواد ليكة فلا حجة له فيه، والقول فيه إن أصله الأيكة ثم خففت الهمزة فألقيت حركتها على اللام وسقطت واستغنيت عن ألف الوصل لأن اللام قد تحركت فلا يجوز على هذا إلا الخفض كما تقول: مررت بالأحمر على تحقيق الهمزة ثم تخففها فتقول: مررت بلحمر. فإن شئت كتبته في الخط كما كتبته أولا، وإن شئت كتبته بالحذف، ولم يجز إلا بالخفض فكذا لا يجوز في الأيكة إلا الخفض. قال ابن عباس : واعلم أن كل ما لا ينصرف إذا دخلته الألف واللام أو أضيف انصرف إذا دخلته، ولا نعلم أحدا خالف سيبويه في هذا . سيبويه