قراءة المدنيين ، وقراءة الكوفيين (حاذرون) وهي معروفة عن وأبي عمرو عبد الله بن مسعود (حادرون) بالدال غير معجمة، قراءة وابن عباس ابن أبي عمار. قال : أبو جعفر يذهب إلى أن معنى حذرين وحاذرين واحد، وهو قول أبو عبيدة . وأجاز: هو حذر زيدا، كما يقال: حاذر زيدا، وأنشد : سيبويه
[ ص: 181 ]
حذر أمورا لا تضير وآمن ما ليس منجيه من الأقدار
قال : حدثني أبو جعفر علي بن سليمان قال: حدثنا ، قال: سمعت محمد بن يزيد أبا عثمان المازني يقول: قال أبو عثمان اللاحقي: لقيني فقال: أتعرف بيتا فيه فعل ناصبا؟ فلم أحفظ فيه شيئا وفكرت فعملت له فيه هذا البيت، وزعم سيبويه أنه يجوز هو حذر زيدا، على حذف "من". فأما أكثر النحويين فيفرقون بين حذر وحاذر منهم أبو عمر الجرمي الكسائي والفراء ويذهبون إلى أن معنى حذر في خلقته الحذر أي منتبه متيقظ فإذا كان هكذا لم يتعد، ومعنى حاذر مستعد وبهذا جاء التفسير عن المتقدمين. قال ومحمد بن يزيد، في قول الله جل وعز "حاذرون" قال: مؤدون في الكراع والسلاح مقوون فهذا ذاك بعينه، وقوله: مؤدون معناه معهم أداة، وقيل: المعنى معنا سلاح وليس معهم سلاح يحرضون على القتال. فأما "حادرون" فمعناه مشتق من قولهم: عين حدرة أي ممتلئة أي نحن ممتلئون غيظا عليهم . عبد الله بن مسعود