وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم [55]
فكان في هذه الآية دلالة عن نبوة رسول الله صلى الله عليه وسلم لأن الله أنجز ذلك الوعد، وكان فيها دلالة على خلافة أبي بكر الصديق وعمر وعثمان رضي الله عنهم لأنه لم يستخلف أحدا ممن خوطب بهذه الآية غيرهم؛ لأن هذه الآية نزلت قبل فتح وعلي مكة. وعن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: هذا للآية "الخلافة بعدي ثلاثون وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا يقرأ (وليبدلنهم) مخففا، وحكى وعاصم عن محمد بن الجهم قال: قرأ الفراء عاصم (وليبدلنهم) مشددة وهذا غلط على والأعمش ، وقد ذكرنا بعده غلطا أشد منه وهو أنه حكى عن سائر الناس التخفيف. قال عاصم : زعم أبو جعفر أحمد بن يحيى أن بين التخفيف والتثقيل فرقا وأنه يقال: بدلته أي غيرته وأبدلته أنزلته وجعلت غيره. قال : وهذا القول صحيح كما تقول: أبدل لي هذا الدرهم أي أزله وأعطني غيره، وتقول: قد بدلت بعدنا أي [ ص: 146 ] غيرت غير أنه قد يستعمل أحدهما في موضع الآخر، والذي ذكر أكثر أبو جعفر يعبدونني في موضع نصب على الحال، ويجوز أن يكون مستأنفا في موضع رفع .