قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم [30]
"من" ههنا لبيان الجنس وكذا يغضضن من أبصارهن [31] وظهر التضعيف في الثاني لأن لام الفعل من الثاني ساكنة ومن الأول متحركة وهما في موضع جزم جوابا. والتقدير عند : قل للمؤمنين غضوا يغضوا المازني ويحفظوا فروجهم قال أي حتى لا يراها أحد، وقال غيره: فحرم الله على المسلمين أيضا أن يدخلوا حماما بغير مئزر، وأجمع المسلمون على أن أبو العالية: وأن السوأتين عورة من الرجل فإنهم اختلفوا فيهما، وقال أكثر العلماء في الرجل: من سرته إلى ركبته عورة لا يجوز أن ترى. المرأة كلها عورة إلا وجهها ويديها إن الله خبير بما يصنعون اسم إن وخبرها. وليضربن بخمرهن على جيوبهن ويجوز "وليضربن" بكسر اللام وهو الأصل وحذفت الكسرة لثقلها. ويضربن في موضع جزم بالأمر إلا أنه مبني على حال واحدة اتباعا للماضي عند . سيبويه
[ ص: 134 ] والمعنى وليلصقن خمرهن وهن المقانع على جيوبهن؛ لئلا تبدو صدورهن أو أعناقهن. والصحيح من قراءة الكوفيين (على جيوبهن) كما يقرءون (بيوتا) والنحويون القدماء لا يجيزون هذه القراءة ويقولون: بيت وبيوت كفلس وفلوس. وقال : هي تجوز على أن تبدل من الضمة كسرة. فأما ما روي عن أبو إسحاق من الجمع بين الضم والكسر فمحال لا يقدر أحد أن ينطق به إلا على الإيماء إلى ما لا يجوز (أو التابعين غير أولي الإربة) وقرأ حمزة يزيد بن القعقاع وعاصم (أو التابعين غير) بنصب "غير" على الاستثناء. قال وابن عامر أبو حاتم : على الحال والخفض على النعت، وإن كان الأول معرفة لأنه ليس بمقصوده قصده، وإن شئت قلت: هو بدل ونظيره { غير المغضوب عليهم } في الخفض والنصب جميعا (أو الطفل) بمعنى الأطفال، والدليل على ذلك نعته بالذين لم يظهروا على عورات النساء وحكى أن لغة الفراء قيس "عورات" بفتح الواو، وهذا هو القياس لأنه ليس بنعت، كما تقول: جفنة وجفنات إلا أن التسكين أجود في عورات وما أشبهه لأن الواو إذا تحركت وتحرك ما قبلها قلبت ألفا، ولو فعل هذا لذهب المعنى، وحكى (أيه المؤمنون) بضم الهاء وهذه لغة شاذة لا وجه لها لأن ها للتنبيه. الكسائي