[ ص: 78 ] والتي أحصنت فرجها [91]
في موضع نصب بمعنى واذكر وجعلناها وابنها آية للعالمين ولم يقل: آيتين. قال لأن الآية فيهما واحدة؛ لأنها ولدته من غير فحل. وعلى مذهب أبو إسحاق: أن التقدير وجعلناها آية للعالمين، وجعلنا ابنها آية للعالمين ثم حذف، وعلى مذهب سيبويه أن المعنى وجعلناها آية للعالمين وابنها مثل { محمد بن يزيد والله ورسوله أحق أن يرضوه }. وفي قصة ذي النون حرف مشكل الإعراب على قراءة وكذلك نجي المؤمنين [88] عاصم
بنون واحدة لأنها في المصحف كذا، وتكلم النحويون في هذا فقال بعضهم: هو لحن لأنه نصب اسم ما لم يسم فاعله. وكان يذهب إلى هذا القول، وذهب أبو إسحاق الفراء إلى أن المعنى وكذلك نجي النجاء المؤمنين. قال وأبو عبيد هذا خطأ لا يجوز ضرب زيدا. المعنى الضرب زيدا؛ لأنه لا فائدة فيه إذ كان ضرب يدل على الضرب ولأبي عبيد فيه قول آخر وهو أنه أدغم النون في الجيم، وهذا القول لا يجوز عند أحد من النحويين علمناه لبعد النون من الجيم، فلا تدغم فيها ولا يجوز في { من جاء بالحسنة } مجاء بالحسنة قال أبو جعفر: ولم أسمع في هذا أحسن من شيء سمعته من أبو إسحاق: علي بن سليمان قال: الأصل ننجي فحذف إحدى النونين لاجتماعهما كما يحذف إحدى التاءين لاجتماعهما نحو قول الله جل وعز: { ولا تفرقوا } الأصل تتفرقوا، والدليل على صحة ما قال أن يقرأ (نجي) بإسكان الياء ولو كان على ما تأوله من ذكرناه لكان مفتوحا . عاصما