[ ص: 183 ] إذ قالوا ليوسف وأخوه أحب إلى أبينا منا ونحن عصبة إن أبانا لفي ضلال مبين
قوله تعالى : " إذ قالوا " يعني إخوة يوسف . " ليوسف وأخوه " يعنون ابن يامين . وإنما قيل له : ابن يامين لأن أمه ماتت نفساء . ويامين بمعنى الوجع ، وكان أخاه لأمه وأبيه . والباقون إخوته لأبيه دون أمه .
فأما العصبة ، فقال : هي في اللغة الجماعة الذين أمرهم واحد يتابع بعضهم بعضا في الفعل ، ويتعصب بعضهم لبعض . الزجاج
وللمفسرين في العصبة ستة أقوال :
أحدها : أنها ما كان أكثر من عشرة ، رواه عن الضحاك . والثاني : أنها ما بين العشرة إلى الأربعين ، روي عن ابن عباس أيضا ، وبه قال ابن عباس . والثالث : أنها ستة أو سبعة ، قاله قتادة . والرابع : أنها من عشرة إلى خمسة عشر ، قاله سعيد بن جبير . والخامس : الجماعة ، قاله مجاهد ابن زيد ، ، وابن قتيبة . والسادس : عشرة ، قاله والزجاج . وقال مقاتل : العصبة عشرة فما زاد . الفراء
قوله تعالى : " إن أبانا لفي ضلال مبين " فيه ثلاثة أقوال :
أحدها : لفي خطإ من رأيه ، قاله ابن زيد . والثاني : في شقاء ، قاله ; والمراد به عناء الدنيا . والثالث : لفي ضلال عن طريق الصواب الذي يقتضي تعديل المحبة بيننا ، لأن نفعنا له أعم . قال مقاتل : ولو نسبوه إلى الضلال في الدين كانوا كفارا ، إنما أرادوا : إنه قدم ابنين صغيرين علينا في المحبة ونحن جماعة نفعنا أكثر . الزجاج