إنه الضمير للخالق، لدلالة "خلق" عليه. ومعناه: إن ذلك الذي خلق الإنسان ابتداء من نطفة على رجعه على إعادته خصوصا لقادر لبين القدرة لا يلتاث عليه ولا يعجز عنه. كقوله: إنني لفقير يوم تبلى منصوب برجعه; ومن جعل الضمير في رجعه وفسره برجعه إلى مخرجه من الصلب والترائب أو الإحليل. أو إلى الحالة الأولى نصب الظرف بمضمر.
السرائر ما أسر في القلوب من العقائد والنيات وغيرها، وما أخفي من الأعمال وبلائها. تعرفها وتصفحها، والتمييز بين ما طاب منها وما خبث. وعن أنه سمع رجلا ينشد [من الطويل]: الحسن
سيبقى لها في مضمر القلب والحشا سريرة ود يوم تبلى السرائر
فقال: ما أغفله عما في والسماء والطارق .فما له فما للإنسان من قوة من منعة في نفسه يمتنع بها ولا ناصر ولا مانع يمنعه.