( 1079 ) فصل : ويستحب أن ما روى { يقول في قنوت الوتر الحسن بن علي رضي الله تعالى عنهما ، قال : علمني رسول الله صلى الله عليه وسلم كلمات أقولهن في الوتر : اللهم اهدني في من هديت ، وعافني في من عافيت وتولني في من توليت ، وبارك لي فيما أعطيت ، وقني شر ما قضيت ، إنك تقضي ولا يقضى عليك ، وإنه لا يذل من واليت ، ولا يعز من عاديت ، تباركت ربنا وتعاليت } . أخرجه أبو داود ، والترمذي ، وقال : هذا حديث حسن ، ولا نعرف عن النبي صلى الله عليه وسلم في القنوت شيئا أحسن من هذا .
ويقول ما روى رضي الله عنه { علي أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقوله في وتره } وقد ذكرناه وعن رضي الله عنه { عمر } . وهاتان سورتان في مصحف أنه قنت في صلاة الفجر ، فقال : بسم الله الرحمن الرحيم ، اللهم إنا نستعينك ، ونستهديك ، ونستغفرك ، ونؤمن بك ، ونتوكل عليك ، ونثني عليك الخير كله ، ونشكرك ، ولا [ ص: 449 ] نكفرك ، اللهم إياك نعبد ، ولك نصلي ونسجد ، وإليك نسعى ونحفد ، ونرجو رحمتك ، ونخشى عذابك ، إن عذابك الجد بالكفار ملحق ، اللهم عذب كفرة أهل الكتاب الذين يصدون عن سبيلك . وروى أبي بن كعب أبو عبيد ، بإسناده ، عن ، أنه قال : قرأت في مصحف عروة هاتين السورتين : " اللهم إنا نستعينك . اللهم إياك نعبد " . أبي بن كعب
وقال : كتبهما ابن سيرين في مصحفه . يعني إلى قوله : " بالكفار ملحق " . قال أبي : " نحفد " نبادر . وأصل الحفد : مداركة الخطو والإسراع . " والجد " بكسر الجيم ، أي الحق لا اللعب ، " ملحق " بكسر الحاء لاحق . وهكذا يروى هذا الحرف ، يقال : لحقت القوم وألحقتهم بمعنى واحد . ومن فتح الحاء أراد أن الله يلحقه إياه ، وهو معنى صحيح ، غير أن الرواية هي الأولى . وقال ابن قتيبة : سألت الخلال ثعلبا عن ملحق وملحق ؟ فقال : العرب تقولهما معا .