الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                معلومات الكتاب

                                                                                                                                بدائع الصنائع في ترتيب الشرائع

                                                                                                                                الكاساني - أبو بكر مسعود بن أحمد الكاساني

                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                وهل يقلب الإمام رداءه لا يقلب في قول أبي حنيفة ، وعندهما يقلب إذا مضى صدر من خطبته فاحتجا بما روي أن النبي صلى الله عليه وسلم { قلب رداءه } ولأبي حنيفة ما روي { أنه عليه السلام استسقى يوم الجمعة ولم يقلب الرداء } ; ولأن هذا دعاء فلا معنى لتغيير الثوب فيه كما في سائر الأدعية ، وما روي أنه قلب الرداء محتمل ، يحتمل أنه تغير عليه فأصلحه فظن الراوي أنه قلب ، أو يحتمل أنه عرف من طريق الوحي أن الحال ينقلب من الجدب إلى الخصب متى قلب الرداء بطريق التفاؤل ففعل ، وهذا لا يوجد في حق غيره ، وكيفية تقليب الرداء عندهما أنه كان مربعا جعل أعلاه أسفله وأسفله أعلاه ، وإن كان مدورا جعل الجانب الأيمن على الأيسر والأيسر على الأيمن .

                                                                                                                                وأما القوم فلا يقلبون أرديتهم عند عامة العلماء ، وعند مالك يقلبون أيضا ، واحتج بما روي عن عبد الله بن يزيد { أن النبي صلى الله عليه وسلم حول رداءه وحول الناس أرديتهم } وهما يقولان : إن تحويل الرداء في حق الإمام أمر ثبت بخلاف القياس بالنص على ما ذكرنا فنقتصر على مورد النص ، وما روي من الحديث شاذ على أنه يحتمل أنه صلى الله عليه وسلم عرف ذلك فلم ينكر عليهم ; فيكون تقريرا ، ويحتمل أنه لم يعرف ; لأنه كان مستقبل القبلة مستدبرا لهم فلا يكون حجة مع الاحتمال .

                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                الخدمات العلمية