وأما الخطبة فليست بشرط ; لأنها تؤدى بعد الصلاة وشرط الشيء يكون سابقا عليه أو مقارنا له ، والدليل على أنها تؤدى بعد الصلاة ما روي عن أنه قال : { ابن عمر أبي بكر رضي الله عنهما وكانوا يبدءون بالصلاة قبل الخطبة ، وعمر } وكذا روي عن صليت خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم وخلف رضي الله عنهما أنه قال : { ابن عباس أبي بكر وعمر فبدءوا بالصلاة قبل الخطبة ولم يؤذنوا ولم يقيموا وعثمان } ولأنها وجبت لتعليم ما يجب إقامته يوم العيد والوعظ والتكبير فكان التأخير أولى ليكون الامتثال أقرب إلى زمان التعليم ، والدليل على أنها بعد صلاة العيد ما روي أن { صليت خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم وخلف مروان لما قام رجل فقال أخرجت المنبر يا خطب العيد قبل الصلاة مروان ولم يخرجه رسول الله صلى الله عليه وسلم وخطبت قبل الصلاة وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب بعد الصلاة فقال مروان ذاك شيء قد ترك ، فقال أما هذا فقد قضى ما عليه سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من رأى منكم منكرا فليغيره بيده ، فإن لم يستطع فبلسانه ، فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان أبو سعيد الخدري } أي أقل شرائع الإيمان وإنما أحدث بنو أمية الخطبة قبل الصلاة ; لأنهم كانوا يتكلمون في خطبتهم بما لا يحل وكان الناس لا يجلسون بعد الصلاة لسماعها فأحدثوها قبل الصلاة ليسمعها الناس ، فإن خطب أولا ثم صلى أجزأهم ; لأنه لو ترك الخطبة أصلا أجزأهم فهذا أولى .