الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                معلومات الكتاب

                                                                                                                                بدائع الصنائع في ترتيب الشرائع

                                                                                                                                الكاساني - أبو بكر مسعود بن أحمد الكاساني

                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                ( وأما ) الثاني فذكر في ظاهر الرواية أن أقل الحيض ثلاثة أيام ، ولياليها ، وحكي عن أبي يوسف في النوادر يومان ، وأكثر اليوم الثالث .

                                                                                                                                وروى الحسن عن أبي حنيفة ثلاثة أيام بليلتيهما المتخللتين وقال الشافعي : يوم ، وليلة في قول ، وفي قول يوم بلا ليلة ، واحتج بما احتج به مالك إلا أنه قال : لا يمكن اعتبار القليل حيضا ; لأن أقبال النساء لا تخلو عن قليل لوث عادة فيقدر باليوم ، أو باليوم ، والليلة ، لأنه أقل مقدار يمكن اعتباره ، وحجتنا ما ذكرنا مع مالك ، وحجة ما روي عن أبي يوسف أن أكثر الشيء يقام مقام كله ، وهذا على الإطلاق غير سديد فإنه لو جاز إقامة يومين ، وأكثر اليوم الثالث مقام الثلاثة لجاز إقامة يومين مقام الثلاثة لوجود الأكثر .

                                                                                                                                وجه رواية الحسن أن دخول الليالي ضرورة دخول الأيام المذكورة في الحديث لا مقصودا ، والضرورة ترتفع بالليلتين المتخللتين .

                                                                                                                                والجواب أن دخول الليالي تحت اسم الأيام ليس من طريق الضرورة بل يدخل مقصودا لأن الأيام إذا ذكرت بلفظ الجمع تتناول ما بإزائها من الليالي لغة فكان دخولا مقصودا لا ضرورة .

                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                الخدمات العلمية