الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
معلومات الكتاب

مدارج السالكين بين منازل إياك نعبد وإياك نستعين

ابن القيم - أبو عبد الله محمد بن أبي بكر ابن قيم الجوزية

صفحة جزء
فصل

قال صاحب " المنازل " :

السكينة : اسم لثلاثة أشياء . أولها : سكينة بني إسرائيل التي أعطوها في التابوت . قال أهل التفسير : هي ريح هفافة . وذكروا صفتها

قلت : اختلفوا : هل هي عين قائمة بنفسها ، أو معنى ؟ على قولين .

أحدهما : أنها عين . ثم اختلف أصحاب هذا القول في صفتها فروي عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنها ريح هفافة . لها رأسان ووجه كوجه الإنسان ويروى عن مجاهد : إنها صورة هرة لها جناحان ، وعينان لهما شعاع . وجناحان من زمرد وزبرجد ، فإذا سمعوا صوتها أيقنوا بالنصر .

وعن ابن عباس : هي طست من ذهب الجنة . كان يغسل فيه قلوب الأنبياء .

وعن وهب بن منبه : هي روح من روح الله تتكلم . إذا اختلفوا في شيء أخبرتهم ببيان ما يريدون .

والثاني : أنها معنى . ويكون معنى قوله : سكينة من ربكم أي ومجيئه إليكم : سكينة لكم وطمأنينة .

[ ص: 473 ] وعلى الأول : يكون المعنى : إن السكينة في نفس التابوت . ويؤيده عطف قوله : وبقية مما ترك آل موسى وآل هارون قال عطاء بن أبي رباح : فيه سكينة هي ما تعرفون من الآيات . فتسكنون إليها . وقال قتادة ، والكلبي : هي من السكون ، أي طمأنينة من ربكم . ففي أي مكان كان التابوت اطمأنوا إليه وسكنوا .

التالي السابق


الخدمات العلمية