الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
معلومات الكتاب

مدارج السالكين بين منازل إياك نعبد وإياك نستعين

ابن القيم - أبو عبد الله محمد بن أبي بكر ابن قيم الجوزية

صفحة جزء
فصل

قال صاحب " المنازل " :

التواضع : أن يتواضع العبد لصولة الحق .

يعني : أن يتلقى سلطان الحق بالخضوع له ، والذل ، والانقياد ، والدخول تحت رقه . بحيث يكون الحق متصرفا فيه تصرف المالك في مملوكه . فبهذا يحصل للعبد خلق التواضع . ولهذا فسر النبي صلى الله عليه وسلم الكبر بضده . فقال الكبر بطر الحق ، وغمص الناس ، فبطر [ ص: 318 ] الحق : رده وجحده ، والدفع في صدره . كدفع الصائل . وغمص الناس : احتقارهم وازدراؤهم . ومتى احتقرهم وازدراهم : دفع حقوقهم . وجحدها ، واستهان بها .

ولما كان لصاحب الحق مقال وصولة : كانت النفوس المتكبرة لا تقر له بالصولة على تلك الصولة التي فيها ، ولا سيما النفوس المبطلة . فتصول على صولة الحق بكبرها وباطلها . فكان حقيقة التواضع : خضوع العبد لصولة الحق ، وانقياده لها . فلا يقابلها بصولته عليها .

التالي السابق


الخدمات العلمية