ذكر
nindex.php?page=treesubj&link=30619_29292وفاة nindex.php?page=showalam&ids=10640خديجة وأبي طالب
روينا عن
الدولابي ، حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=12235أبو الأشعث أحمد بن المقدام العجلي ، حدثنا
زهير بن العلاء ، حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=12514سعيد بن أبي عروبة ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة ، قال : توفيت
nindex.php?page=showalam&ids=10640خديجة بمكة قبل الهجرة بثلاث سنين ، وهي
nindex.php?page=treesubj&link=31360_29277أول من آمن بالنبي صلى الله عليه وسلم .
[ ص: 227 ] قال : وحدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=14793أحمد بن عبد الجبار ، حدثني
nindex.php?page=showalam&ids=17416يونس بن بكير ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=12563ابن إسحاق قال : ثم إن
nindex.php?page=showalam&ids=10640خديجة بنت خويلد وأبا طالب ماتا في عام واحد ، فتتابعت على رسول الله صلى الله عليه وسلم مصيبتان ، هلاك
nindex.php?page=showalam&ids=10640خديجة وأبي طالب ، وكانت
nindex.php?page=showalam&ids=10640خديجة وزيرة صدق على الإسلام ، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسكن إليها . قال : وقال
زياد البكائي ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=12563ابن إسحاق : إن
nindex.php?page=showalam&ids=10640خديجة وأبا طالب هلكا في عام واحد ، وكان هلاكهما بعد عشر سنين مضين من مبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وذلك قبل مهاجره صلى الله عليه وسلم إلى
المدينة بثلاث سنين .
وذكر
ابن قتيبة أن
nindex.php?page=showalam&ids=10640خديجة توفيت بعد
أبي طالب بثلاثة أيام . وذكر
البيهقي نحوه ، وعن
nindex.php?page=showalam&ids=15472الواقدي : توفيت
nindex.php?page=showalam&ids=10640خديجة قبل
أبي طالب بخمس وثلاثين ليلة . وقيل غير ذلك .
فلما هلك أبو طالب نالت قريش من رسول الله صلى الله عليه وسلم من الأذى ما لم تكن تطمع فيه في حياة أبي طالب ، حتى اعترضه سفيه من سفهاء قريش فنثر على رأسه ترابا ، فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم بيته والتراب على رأسه ، فقامت إليه إحدى بناته فجعلت تغسل عنه التراب وهي تبكي ، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : لا تبكي يا بنية فإن الله مانع أباك ، ويقول بين ذلك : ما نالت مني قريش شيئا أكرهه حتى مات أبو طالب . قال :
ولما اشتكى أبو طالب وبلغ قريش ثقله ، قال بعضهم لبعض : إن حمزة ، وعمر قد أسلما وقد فشا أمر محمد في قبائل قريش كلها ، فانطلقوا بنا إلى أبي طالب فليأخذ لنا على ابن أخيه وليعطه منا ، فإنا والله ما نأمن أن يبتزونا أمرنا ، فمشوا إلى أبي طالب وكلموه وهم أشراف قومه : عتبة ، وشيبة ابنا ربيعة ، وأبو جهل بن هشام ، وأمية بن خلف ، nindex.php?page=showalam&ids=12026وأبو سفيان بن حرب ، في [ ص: 228 ] رجال من أشرافهم ، فقالوا : يا أبا طالب إنك منا حيث قد علمت وقد حضرك ما ترى وتخوفنا عليك ، وقد علمت الذي بيننا وبين ابن أخيك ، فادعه وخذ له منا وخذ لنا منه ليكف عنا ونكف عنه ، وليدعنا وديننا ، وندعه ودينه ، فبعث إليه أبو طالب فجاءه ، فقال : يا ابن أخي هؤلاء أشراف قومك وقد اجتمعوا لك ليعطوك وليأخذوا منك ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : نعم . كلمة واحدة تعطونيها وتملكون بها العرب ، وتدين لكم بها العجم . فقال أبو جهل : نعم وأبيك ، وعشر كلمات . قال : تقولون لا إله إلا الله ، وتخلعون ما تعبدون من دونه . قال : فصفقوا بأيديهم ثم قالوا : يا محمد ، أتريد أن تجعل الآلهة إلها واحدا ، إن أمرك لعجب . ثم قال بعضهم لبعض : والله ما هذا الرجل بمعطيكم شيئا مما تريدون ، فانطلقوا وامضوا على دين آبائكم حتى يحكم الله بينكم وبينه ، ثم تفرقوا ، فقال أبو طالب لرسول الله صلى الله عليه وسلم : والله يا ابن أخي ما رأيتك سألتهم شحطا . فلما قالها طمع رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه ، فجعل يقول له : أي عم ! فأنت فقلها ، أستحل لك بها الشفاعة يوم القيامة . فلما رأى حرص رسول الله صلى الله عليه وسلم . قال له : يا ابن أخي والله لولا مخافة السبة عليك وعلى بني أبيك من بعدي ، وأن تظن قريش أني إنما قلتها جزعا من الموت لقلتها لا أقولها إلا لأسرك بها ، nindex.php?page=treesubj&link=30619فلما تقارب من أبي طالب الموت نظر العباس إليه يحرك شفتيه ، فأصغى إليه بأذنه ، فقال : يا ابن أخي ! والله لقد قال أخي الكلمة التي أمرته بقولها . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لم أسمع . كذا في رواية
nindex.php?page=showalam&ids=12563ابن إسحاق أنه أسلم عند الموت .
وقد روي أن
عبد الله بن عبد المطلب وآمنة بنت وهب أبوي النبي صلى الله عليه وسلم أسلما أيضا وإن الله أحياهما له فآمنا به . وروي ذلك أيضا في حق جده
عبد المطلب ، وهي روايات لا معول عليها ، والصحيح من ذلك ما رويناه من طريق
nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم : حدثني
حرملة بن يحيى التجيبي ، أخبرنا
nindex.php?page=showalam&ids=16472عبد الله بن وهب ، أخبرني
يونس ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=12300ابن شهاب ، أخبرني
nindex.php?page=showalam&ids=15990سعيد بن المسيب ، عن أبيه ، قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=657043لما حضرت أبا طالب الوفاة جاءه رسول الله صلى الله عليه وسلم فوجد [ ص: 229 ] عنده أبا جهل ، وعبد الله بن أبي أمية بن المغيرة ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "يا عم ! قل لا إله إلا الله ، كلمة أشهد لك بها عند الله" . فقال أبو جهل ، وعبد الله بن أبي أمية : يا أبا طالب ! أترغب عن ملة عبد المطلب ، فلم يزل رسول الله صلى الله عليه وسلم يعرضها عليه ، ويعيدان له تلك المقالة ، حتى قال أبو طالب - آخر ما كلمهم - هو على ملة عبد المطلب وأبى أن يقول لا إله إلا الله . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "أما والله لأستغفرن لك ما لم أنه عنك" فأنزل الله عز وجل : ( nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=113ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين ولو كانوا أولي قربى من بعد ما تبين لهم أنهم أصحاب الجحيم ) وأنزل الله في أبي طالب ، فقال لرسول الله صلى الله عليه وسلم ( nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=56إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء وهو أعلم بالمهتدين ) . ورواه
nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم من حديث
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة أيضا وفيه : لولا أن تعيرني
قريش ، يقولون : إنما حمله على ذلك الخرع لأقررت بها عينك .
وفي الصحيح من حديث
nindex.php?page=showalam&ids=44أبي سعيد الخدري رضي الله عنه
nindex.php?page=hadith&LINKID=691889أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر عنده عمه أبو طالب ، فقال : "لعله تنفعه شفاعتي يوم القيامة ، فيجعل في ضحضاح من النار" .
وعن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=683349 "أهون أهل النار في النار عذابا أبو طالب ، وهو منتعل بنعلين من نار يغلي منهما دماغه" .
وأخبرنا
عبد الرحيم المزي . بقراءة والدي عليه ، أخبركم
nindex.php?page=showalam&ids=15773أبو علي حنبل بن عبد الله بن الفرج ، أخبرنا
أبو القاسم بن الحصين ، أخبرنا
أبو علي بن المذهب ، أخبرنا
nindex.php?page=showalam&ids=15018أبو بكر القطيعي ، أخبرنا
nindex.php?page=showalam&ids=16408عبد الله بن أحمد ، حدثنا
[ ص: 230 ] أبي ، حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=16769محمد بن جعفر ، حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=16102شعبة ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=11813أبي إسحاق ، قال : سمعت
ناجية بن كعب يحدث عن
علي ؛
nindex.php?page=hadith&LINKID=681565أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : إن أبا طالب مات . فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : "اذهب فواره" فقال : إنه مات مشركا . قال : "اذهب فواره" . فلما واريته رجعت إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال لي : "اغتسل" .
وأخبرنا
أبو الفضل بن الموصلي ، قال : أخبرنا
أبو علي بن سعادة الرصافي ، أخبرنا
هبة الله بن محمد الشيباني ، أخبرنا
الحسن بن علي التميمي ، أخبرنا
أحمد بن جعفر بن حمدان ، أخبرنا
nindex.php?page=showalam&ids=16408عبد الله بن أحمد ، حدثنا أبي ، حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=16769محمد بن جعفر ، حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=16102شعبة ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=17391يعلى بن عطاء ، عن
وكيع بن عدس ،
nindex.php?page=hadith&LINKID=696445عن أبي رزين عمه ، قال : قلت : يا رسول الله ! أين أمي ؟ قال : "أمك في النار" قال : قلت : فأين من مضى من أهلك ؟ قال : "أما ترضى أن تكون أمك مع أمي ؟ !" . قال
عبد الله : قال أبي : الصواب حدس .
وذكر بعض أهل العلم في الجمع بين هذه الروايات ما حاصله أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يزل راقيا في المقامات السنية ، صاعدا في الدرجات العلية إلى أن قبض الله روحه الطاهرة إليه ، وأزلفه بما خصه به لديه من الكرامة حين القدوم عليه ، فمن الجائز أن تكون هذه درجة حصلت له صلى الله عليه وسلم بعد أن لم تكن ، وأن يكون الإحياء والإيمان متأخرا عن تلك الأحاديث فلا تعارض .
وقال
السهيلي : شهادة
العباس ،
لأبي طالب لو أداها بعد ما أسلم كانت مقبولة ؛ لأن العدل إذا قال سمعت وقال من هو أعدل منه لم أسمع ، أخذ بقول من أثبت السماع ، ولكن
العباس شهد بذلك قبل أن يسلم .
قلت : قد أسلم
العباس بعد ذلك ، وسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن حال
أبي طالب فيما أخبرنا
عبد الرحيم بن يوسف ، بقراءة
أبي عليه ، وقرأت على
أبي الهيجاء غازي بن أبي الفضل ، قال : أخبرنا
أبو حفص بن طبرزذ ، قال : أخبرنا
ابن الحصين ، أخبرنا
أبو طالب [ ص: 231 ] بن غيلان ، أخبرنا
nindex.php?page=showalam&ids=14564أبو بكر الشافعي ، حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=15541بشر بن موسى ، حدثنا
الحميدي ، حدثنا
سفيان ، حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=16490عبد الملك بن عمير ، قال : سمعت
nindex.php?page=showalam&ids=16411عبد الله بن الحارث بن نوفل ، قال : سمعت
العباس يقول :
nindex.php?page=hadith&LINKID=657317قلت يا رسول الله ، إن أبا طالب كان يحفظك وينصرك ، فهل نفعه ذلك ؟ قال : "نعم ، وجدته في غمرات من النار فأخرجته إلى ضحضاح" . صحيح الإسناد مشهور ، متفق عليه من حديث
العباس في الصحيحين .
ولو كانت هذه الشهادة عنده لأداها بعد إسلامه ، وعلم حال
أبي طالب ولم يسأل ، والمعتبر حالة الأداء دون التحمل .
وفيما ذكره
السهيلي ؛ أن
الحارث بن عبد العزى أبا رسول الله صلى الله عليه وسلم من الرضاعة قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم
مكة ، فأسلم وحسن إسلامه ، في خبر ذكره من طريق
nindex.php?page=showalam&ids=17416يونس بن بكير ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=12563ابن إسحاق ، عن أبيه ، عن رجال من
بني سعد بن بكر .
ذِكْرُ
nindex.php?page=treesubj&link=30619_29292وَفَاةِ nindex.php?page=showalam&ids=10640خَدِيجَةَ وَأَبِي طَالِبٍ
رُوِينَا عَنِ
الدُّولَابِيِّ ، حَدَّثَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=12235أَبُو الْأَشْعَثِ أَحْمَدُ بْنُ الْمِقْدَامِ الْعِجْلِيُّ ، حَدَّثَنَا
زُهَيْرُ بْنُ الْعَلَاءِ ، حَدَّثَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=12514سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=16815قَتَادَةَ ، قَالَ : تُوُفِّيَتْ
nindex.php?page=showalam&ids=10640خَدِيجَةُ بِمَكَّةَ قَبْلَ الْهِجْرَةِ بِثَلَاثِ سِنِينَ ، وَهِيَ
nindex.php?page=treesubj&link=31360_29277أَوَّلُ مَنْ آمَنَ بِالنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .
[ ص: 227 ] قَالَ : وَحَدَّثَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=14793أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ ، حَدَّثَنِي
nindex.php?page=showalam&ids=17416يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=12563ابْنِ إِسْحَاقَ قَالَ : ثُمَّ إِنَّ
nindex.php?page=showalam&ids=10640خَدِيجَةَ بِنْتَ خُوَيْلِدٍ وَأَبَا طَالِبٍ مَاتَا فِي عَامٍ وَاحِدٍ ، فَتَتَابَعَتْ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُصِيبَتَانِ ، هَلَاكُ
nindex.php?page=showalam&ids=10640خَدِيجَةَ وَأَبِي طَالِبٍ ، وَكَانَتْ
nindex.php?page=showalam&ids=10640خَدِيجَةُ وَزِيرَةَ صِدْقٍ عَلَى الْإِسْلَامِ ، وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْكُنُ إِلَيْهَا . قَالَ : وَقَالَ
زِيَادٌ الْبُكَائِيُّ ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=12563ابْنِ إِسْحَاقَ : إِنَّ
nindex.php?page=showalam&ids=10640خَدِيجَةَ وَأَبَا طَالِبٍ هَلَكَا فِي عَامٍ وَاحِدٍ ، وَكَانَ هَلَاكُهُمَا بَعْدَ عَشْرِ سِنِينَ مَضَيْنَ مِنْ مَبْعَثِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَذَلِكَ قَبْلَ مُهَاجِرِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى
الْمَدِينَةِ بِثَلَاثِ سِنِينَ .
وَذَكَرَ
ابْنُ قُتَيْبَةَ أَنَّ
nindex.php?page=showalam&ids=10640خَدِيجَةَ تُوُفِّيَتْ بَعْدَ
أَبِي طَالِبٍ بِثَلَاثَةِ أَيَّامٍ . وَذَكَرَ
الْبَيْهَقِيُّ نَحْوَهُ ، وَعَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=15472الْوَاقِدِيِّ : تُوُفِّيَتْ
nindex.php?page=showalam&ids=10640خَدِيجَةُ قَبْلَ
أَبِي طَالِبٍ بِخَمْسٍ وَثَلَاثِينَ لَيْلَةً . وَقِيلَ غَيْرُ ذَلِكَ .
فَلَمَّا هَلَكَ أَبُو طَالِبٍ نَالَتْ قُرَيْشٌ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ الْأَذَى مَا لَمْ تَكُنْ تَطْمَعُ فِيهِ فِي حَيَاةِ أَبِي طَالِبٍ ، حَتَّى اعْتَرَضَهُ سَفِيهٌ مِنْ سُفَهَاءِ قُرَيْشٍ فَنَثَرَ عَلَى رَأْسِهِ تُرَابًا ، فَدَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْتَهُ وَالتُّرَابُ عَلَى رَأْسِهِ ، فَقَامَتْ إِلَيْهِ إِحْدَى بَنَاتِهِ فَجَعَلَتْ تَغْسِلُ عَنْهُ التُّرَابَ وَهِيَ تَبْكِي ، وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : لَا تَبْكِي يَا بُنَيَّةُ فَإِنَّ اللَّهَ مَانِعٌ أَبَاكِ ، وَيَقُولُ بَيْنَ ذَلِكَ : مَا نَالَتْ مِنِّي قُرَيْشٌ شَيْئًا أَكْرَهُهُ حَتَّى مَاتَ أَبُو طَالِبٍ . قَالَ :
وَلَمَّا اشْتَكَى أَبُو طَالِبٍ وَبَلَغَ قُرَيْشٌ ثِقَلَهُ ، قَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ : إِنَّ حَمْزَةَ ، وَعُمَرَ قَدْ أَسْلَمَا وَقَدْ فَشَا أَمْرُ مُحَمَّدٍ فِي قَبَائِلِ قُرَيْشٍ كُلِّهَا ، فَانْطَلِقُوا بِنَا إِلَى أَبِي طَالِبٍ فَلْيَأْخُذْ لَنَا عَلَى ابْنِ أَخِيهِ وَلْيُعْطِهِ مِنَّا ، فَإِنَّا وَاللَّهِ مَا نَأْمَنُ أَنْ يَبْتَزُّونَا أَمْرَنَا ، فَمَشَوْا إِلَى أَبِي طَالِبٍ وَكَلَّمُوهُ وَهُمْ أَشْرَافُ قَوْمِهِ : عُتْبَةُ ، وَشَيْبَةُ ابْنَا رَبِيعَةَ ، وَأَبُو جَهْلِ بْنُ هِشَامٍ ، وَأُمَيَّةُ بْنُ خَلَفٍ ، nindex.php?page=showalam&ids=12026وَأَبُو سُفْيَانَ بْنُ حَرْبٍ ، فِي [ ص: 228 ] رِجَالٍ مِنْ أَشْرَافِهِمْ ، فَقَالُوا : يَا أَبَا طَالِبٍ إِنَّكَ مِنَّا حَيْثُ قَدْ عَلِمْتَ وَقَدْ حَضَرَكَ مَا تَرَى وَتَخَوَّفْنَا عَلَيْكَ ، وَقَدْ عَلِمْتَ الَّذِي بَيْنَنَا وَبَيْنَ ابْنِ أَخِيكَ ، فَادْعُهُ وَخُذْ لَهُ مِنَّا وَخُذْ لَنَا مِنْهُ لِيَكُفَّ عَنَّا وَنَكُفَّ عَنْهُ ، وَلْيَدَعَنَا وَدِينَنَا ، وَنَدَعُهُ وَدِينَهُ ، فَبَعَثَ إِلَيْهِ أَبُو طَالِبٍ فَجَاءَهُ ، فَقَالَ : يَا ابْنَ أَخِي هَؤُلَاءِ أَشْرَافُ قَوْمِكَ وَقَدِ اجْتَمَعُوا لَكَ لِيُعْطُوكَ وَلْيَأْخُذُوا مِنْكَ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : نَعَمْ . كَلِمَةً وَاحِدَةً تُعْطُونِيهَا وَتَمْلِكُونَ بِهَا الْعَرَبَ ، وَتَدِينُ لَكُمْ بِهَا الْعَجَمُ . فَقَالَ أَبُو جَهْلٍ : نَعَمْ وَأَبِيكَ ، وَعَشْرُ كَلِمَاتٍ . قَالَ : تَقُولُونَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ، وَتَخْلَعُونَ مَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِهِ . قَالَ : فَصَفَّقُوا بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ قَالُوا : يَا مُحَمَّدُ ، أَتُرِيدُ أَنْ تَجْعَلَ الْآلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا ، إِنَّ أَمْرَكَ لَعَجَبٌ . ثُمَّ قَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ : وَاللَّهِ مَا هَذَا الرَّجُلُ بِمُعْطِيكُمْ شَيْئًا مِمَّا تُرِيدُونَ ، فَانْطَلِقُوا وَامْضُوا عَلَى دِينِ آبَائِكُمْ حَتَّى يَحْكُمَ اللَّهُ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُ ، ثُمَّ تَفَرَّقُوا ، فَقَالَ أَبُو طَالِبٍ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : وَاللَّهِ يَا ابْنَ أَخِي مَا رَأَيْتُكَ سَأَلْتَهُمْ شَحَطًا . فَلَمَّا قَالَهَا طَمِعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيهِ ، فَجَعَلَ يَقُولُ لَهُ : أَيْ عَمِّ ! فَأَنْتَ فَقُلْهَا ، أَسْتَحِلُّ لَكَ بِهَا الشَّفَاعَةَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ . فَلَمَّا رَأَى حِرْصَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . قَالَ لَهُ : يَا ابْنَ أَخِي وَاللَّهِ لَوْلَا مَخَافَةُ السُّبَّةِ عَلَيْكَ وَعَلَى بَنِي أَبِيكَ مِنْ بَعْدِي ، وَأَنْ تَظُنَّ قُرَيْشٌ أَنِّي إِنَّمَا قُلْتُهَا جَزَعًا مِنَ الْمَوْتِ لَقُلْتُهَا لَا أَقُولُهَا إِلَّا لِأَسُرَّكَ بِهَا ، nindex.php?page=treesubj&link=30619فَلَمَّا تَقَارَبَ مِنْ أَبِي طَالِبٍ الْمَوْتُ نَظَرَ الْعَبَّاسُ إِلَيْهِ يُحَرِّكُ شَفَتَيْهِ ، فَأَصْغَى إِلَيْهِ بِأُذُنِهِ ، فَقَالَ : يَا ابْنَ أَخِي ! وَاللَّهِ لَقَدْ قَالَ أَخِي الْكَلِمَةَ الَّتِي أَمَرْتَهُ بِقَوْلِهَا . فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : لَمْ أَسْمَعْ . كَذَا فِي رِوَايَةِ
nindex.php?page=showalam&ids=12563ابْنِ إِسْحَاقَ أَنَّهُ أَسْلَمَ عِنْدَ الْمَوْتِ .
وَقَدْ رُوِيَ أَنَّ
عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ وَآمِنَةَ بِنْتَ وَهْبٍ أَبَوَيِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَسْلَمَا أَيْضًا وَإِنَّ اللَّهَ أَحْيَاهُمَا لَهُ فَآمَنَا بِهِ . وَرُوِيَ ذَلِكَ أَيْضًا فِي حَقِّ جَدِّهِ
عَبْدِ الْمُطَّلِبِ ، وَهِيَ رِوَايَاتٌ لَا مُعَوَّلَ عَلَيْهَا ، وَالصَّحِيحُ مِنْ ذَلِكَ مَا رُوِينَاهُ مِنْ طَرِيقِ
nindex.php?page=showalam&ids=17080مُسْلِمٍ : حَدَّثَنِي
حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى التُّجِيبِيُّ ، أَخْبَرَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=16472عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ ، أَخْبَرَنِي
يُونُسُ ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=12300ابْنِ شِهَابٍ ، أَخْبَرَنِي
nindex.php?page=showalam&ids=15990سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=657043لَمَّا حَضَرَتْ أَبَا طَالِبٍ الْوَفَاةُ جَاءَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَوَجَدَ [ ص: 229 ] عِنْدَهُ أَبَا جَهْلٍ ، وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ أَبِي أُمَيَّةَ بْنِ الْمُغِيرَةِ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : "يَا عَمِّ ! قُلْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ، كَلِمَةً أَشْهَدُ لَكَ بِهَا عِنْدَ اللَّهِ" . فَقَالَ أَبُو جَهْلٍ ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي أُمَيَّةَ : يَا أَبَا طَالِبٍ ! أَتَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ ، فَلَمْ يَزَلْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَعْرِضُهَا عَلَيْهِ ، وَيُعِيدَانِ لَهُ تِلْكَ الْمَقَالَةَ ، حَتَّى قَالَ أَبُو طَالِبٍ - آخِرَ مَا كَلَّمَهُمْ - هُوَ عَلَى مِلَّةِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ وَأَبَى أَنْ يَقُولَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ . فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : "أَمَا وَاللَّهِ لَأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ مَا لَمْ أُنْهَ عَنْكَ" فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : ( nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=113مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَى مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ ) وَأَنْزَلَ اللَّهُ فِي أَبِي طَالِبٍ ، فَقَالَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ( nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=56إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ ) . وَرَوَاهُ
nindex.php?page=showalam&ids=17080مُسْلِمٌ مِنْ حَدِيثِ
nindex.php?page=showalam&ids=3أَبِي هُرَيْرَةَ أَيْضًا وَفِيهِ : لَوْلَا أَنْ تُعَيِّرَنِي
قُرَيْشٌ ، يَقُولُونَ : إِنَّمَا حَمَلَهُ عَلَى ذَلِكَ الْخَرَعُ لَأَقْرَرْتُ بِهَا عَيْنَكَ .
وَفِي الصَّحِيحِ مِنْ حَدِيثِ
nindex.php?page=showalam&ids=44أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
nindex.php?page=hadith&LINKID=691889أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذُكِرَ عِنْدَهُ عَمُّهُ أَبُو طَالِبٍ ، فَقَالَ : "لَعَلَّهُ تَنْفَعُهُ شَفَاعَتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، فَيُجْعَلُ فِي ضَحْضَاحٍ مِنَ النَّارِ" .
وَعَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=683349 "أَهْوَنُ أَهْلِ النَّارِ فِي النَّارِ عَذَابًا أَبُو طَالِبٍ ، وَهُوَ مُنْتَعِلٌ بِنَعْلَيْنِ مِنْ نَارٍ يَغْلِي مِنْهُمَا دِمَاغُهُ" .
وَأَخْبَرَنَا
عَبْدُ الرَّحِيمِ الْمِزِّيُّ . بِقِرَاءَةِ وَالِدِي عَلَيْهِ ، أَخْبَرَكُمْ
nindex.php?page=showalam&ids=15773أَبُو عَلِيٍّ حَنْبَلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْفَرَجِ ، أَخْبَرَنَا
أَبُو الْقَاسِمِ بْنُ الْحُصَيْنِ ، أَخْبَرَنَا
أَبُو عَلِيِّ بْنُ الْمُذْهِبِ ، أَخْبَرَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=15018أَبُو بَكْرٍ الْقَطِيعِيُّ ، أَخْبَرَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=16408عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ ، حَدَّثَنَا
[ ص: 230 ] أَبِي ، حَدَّثَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=16769مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ ، حَدَّثْنَا
nindex.php?page=showalam&ids=16102شُعْبَةُ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=11813أَبِي إِسْحَاقَ ، قَالَ : سَمِعْتُ
نَاجِيَةَ بْنَ كَعْبٍ يُحَدِّثُ عَنْ
عَلِيٍّ ؛
nindex.php?page=hadith&LINKID=681565أَنَّهُ أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ : إِنَّ أَبَا طَالِبٍ مَاتَ . فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : "اذْهَبْ فَوَارِهِ" فَقَالَ : إِنَّهُ مَاتَ مُشْرِكًا . قَالَ : "اذْهَبْ فَوَارِهِ" . فَلَمَّا وَارَيْتُهُ رَجَعْتُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ لِي : "اغْتَسِلْ" .
وَأَخْبَرَنَا
أَبُو الْفَضْلِ بْنُ الْمَوْصِلِيِّ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا
أَبُو عَلِيِّ بْنُ سَعَادَةَ الرُّصَافِيُّ ، أَخْبَرَنَا
هِبَةُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الشَّيْبَانِيُّ ، أَخْبَرَنَا
الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ التَّمِيمِيُّ ، أَخْبَرَنَا
أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حَمْدَانَ ، أَخْبَرَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=16408عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ ، حَدَّثَنَا أَبِي ، حَدَّثَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=16769مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ ، حَدَّثَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=16102شُعْبَةُ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=17391يَعْلَى بْنِ عَطَاءٍ ، عَنْ
وَكِيعِ بْنِ عُدُسٍ ،
nindex.php?page=hadith&LINKID=696445عَنْ أَبِي رَزِينٍ عَمِّهِ ، قَالَ : قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ! أَيْنَ أُمِّي ؟ قَالَ : "أُمُّكَ فِي النَّارِ" قَالَ : قُلْتُ : فَأَيْنَ مَنْ مَضَى مِنْ أَهْلِكَ ؟ قَالَ : "أَمَا تَرْضَى أَنْ تَكُونَ أُمُّكَ مَعَ أُمِّي ؟ !" . قَالَ
عَبْدُ اللَّهِ : قَالَ أَبِي : الصَّوَابُ حُدُسٌ .
وَذَكَرَ بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ فِي الْجَمْعِ بَيْنَ هَذِهِ الرِّوَايَاتِ مَا حَاصِلُهُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يَزَلْ رَاقِيًا فِي الْمَقَامَاتِ السَّنِيَّةِ ، صَاعِدًا فِي الدَّرَجَاتِ الْعَلِيَّةِ إِلَى أَنْ قَبَضَ اللَّهُ رُوحَهُ الطَّاهِرَةَ إِلَيْهِ ، وَأَزْلَفَهُ بِمَا خَصَّهُ بِهِ لَدَيْهِ مِنَ الْكَرَامَةِ حِينَ الْقُدُومِ عَلَيْهِ ، فَمِنَ الْجَائِزِ أَنْ تَكُونَ هَذِهِ دَرَجَةً حُصِّلَتْ لَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْدَ أَنْ لَمْ تَكُنْ ، وَأَنْ يَكُونَ الْإِحْيَاءُ وَالْإِيمَانُ مُتَأَخِّرًا عَنْ تِلْكَ الْأَحَادِيثِ فَلَا تَعَارُضَ .
وَقَالَ
السُّهَيْلِيُّ : شَهَادَةُ
الْعَبَّاسِ ،
لِأَبِي طَالِبٍ لَوْ أَدَّاهَا بَعْدَ مَا أَسْلَمَ كَانَتْ مَقْبُولَةً ؛ لِأَنَّ الْعَدْلَ إِذَا قَالَ سَمِعْتُ وَقَالَ مَنْ هُوَ أَعْدَلُ مِنْهُ لَمْ أَسْمَعْ ، أُخِذَ بِقَوْلِ مَنْ أَثْبَتَ السَّمَاعَ ، وَلَكِنَّ
الْعَبَّاسَ شَهِدَ بِذَلِكَ قَبْلَ أَنْ يُسْلِمَ .
قُلْتُ : قَدْ أَسْلَمَ
الْعَبَّاسُ بَعْدَ ذَلِكَ ، وَسَأَلَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ حَالِ
أَبِي طَالِبٍ فِيمَا أَخْبَرَنَا
عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ يُوسُفَ ، بِقِرَاءَةِ
أَبِي عَلَيْهِ ، وَقَرَأْتُ عَلَى
أَبِي الْهَيْجَاءِ غَازِي بْنِ أَبِي الْفَضْلِ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا
أَبُو حَفْصِ بْنِ طَبَرْزَذَ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا
ابْنُ الْحُصَيْنِ ، أَخْبَرَنَا
أَبُو طَالِبِ [ ص: 231 ] بْنُ غَيْلَانَ ، أَخْبَرَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=14564أَبُو بَكْرٍ الشَّافِعِيُّ ، حَدَّثَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=15541بِشْرُ بْنُ مُوسَى ، حَدَّثَنَا
الْحُمَيْدِيُّ ، حَدَّثَنَا
سُفْيَانُ ، حَدَّثَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=16490عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عُمَيْرٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ
nindex.php?page=showalam&ids=16411عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الْحَارِثِ بْنِ نَوْفَلٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ
الْعَبَّاسَ يَقُولُ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=657317قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ ، إِنَّ أَبَا طَالِبٍ كَانَ يَحْفَظُكَ وَيَنْصُرُكَ ، فَهَلْ نَفَعَهُ ذَلِكَ ؟ قَالَ : "نَعَمْ ، وَجَدْتُهُ فِي غَمَرَاتٍ مِنَ النَّارِ فَأَخْرَجْتُهُ إِلَى ضَحْضَاحٍ" . صَحِيحُ الْإِسْنَادِ مَشْهُورٌ ، مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ مِنْ حَدِيثِ
الْعَبَّاسِ فِي الصَّحِيحَيْنِ .
وَلَوْ كَانَتْ هَذِهِ الشَّهَادَةُ عِنْدَهُ لَأَدَّاهَا بَعْدَ إِسْلَامِهِ ، وَعَلِمَ حَالَ
أَبِي طَالِبٍ وَلَمْ يَسْأَلْ ، وَالْمُعْتَبَرُ حَالَةَ الْأَدَاءِ دُونَ التَّحَمُّلِ .
وَفِيمَا ذَكَرَهُ
السُّهَيْلِيُّ ؛ أَنَّ
الْحَارِثَ بْنَ عَبْدِ الْعُزَّى أَبَا رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ الرَّضَاعَةِ قَدِمَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
مَكَّةَ ، فَأَسْلَمَ وَحَسُنَ إِسْلَامُهُ ، فِي خَبَرٍ ذَكَرَهُ مِنْ طَرِيقِ
nindex.php?page=showalam&ids=17416يُونُسَ بْنِ بُكَيْرٍ ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=12563ابْنِ إِسْحَاقَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ رِجَالٍ مِنْ
بَنِي سَعْدِ بْنِ بَكْرٍ .