الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
قدوم الأشعث بن قيس

وقدم الأشعث بن قيس في ثمانين راكبا من كندة ، فدخلوا على رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، مسجده ، [ ص: 324 ] وقد رجلوا جممهم ، وتكحلوا ، وعليهم جبب الحبرة ، قد كففوها بالحرير ، فلما دخلوا على رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، قال : "ألم تسلموا ؟" قالوا : بلى ، قال : "فما بال هذا الحرير في أعناقكم ؟" قال : فشقوه منها وألقوه ، وقالوا : يا رسول الله نحن بنو آكل المرار ، وأنت ابن آكل المرار . فتبسم رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، وقال : "نحن بني النضر بن كنانة ، لا نقفو أمنا ولا ننتفي من أبينا" .

وكان الأشعث رئيسا مطاعا في الجاهلية ، وجيها في قومه في الإسلام ، إلا أنه كان ممن ارتد بعد النبي ، صلى الله عليه وسلم ، ثم راجع الإسلام في خلافة أبي بكر الصديق ، وشهد بعد ذلك مع سعد القادسية والمدائن وجلولاء ونهاوند ، ومات سنة أربعين أو اثنتين وأربعين بالكوفة .

وآكل المرار : الحارث بن عمرو بن حجر بن عمرو بن معاوية ، من كندة ، وقيل : جده حجر بن عمرو ، أكل هو وأصحابه في غزوة شجرا يقال له : المرار . وللنبي ، صلى الله عليه وسلم ، جدة من كندة مذكورة ، هي : أم كلاب بن مرة ، فذاك أراد الأشعث .

التالي السابق


الخدمات العلمية