بقية الخبر عن مكة فتح
ولما نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم واطمأن الناس، خرج حتى جاء البيت فطاف به سبعا على راحلته، يستلم الركن بمحجن في يده، فلما قضى طوافه دعا فأخذ منه مفتاح عثمان بن طلحة الكعبة، ففتحت له فدخلها، فوجد بها حمامة من عيدان، فكسرها بيده ثم طرحها، ثم وقف على باب الكعبة، فقال: لا إله إلا الله وحده، لا شريك له، صدق وعده، ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده. ألا كل مأثرة أو دم أو مال يدعى فهو تحت قدمي هاتين، إلا سدانة البيت وسقاية الحاج. يا معشر ألا وقتيل الخطأ شبيه العمد السوط والعصا ففيه الدية مغلظة مائة من الإبل، أربعون منها في بطونها أولادها. قريش! إن الله أذهب عنكم نخوة الجاهلية وتعظمها بالآباء، الناس من آدم وآدم من تراب. ثم تلا هذه الآية: ( يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى ) الآية ثم قال: يا معشر قريش ما ترون أني فاعل فيكم؟ قالوا خيرا، أخ كريم وابن أخ كريم. ثم قال: اذهبوا فأنتم الطلقاء. ثم جلس في المسجد، فقام إليه علي ومفتاح الكعبة في يده، فقال: يا رسول الله اجمع لنا الحجابة مع السقاية صلى الله عليك وسلم.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أين فدعي له، فقال: هاك مفتاحك يا عثمان بن طلحة؟ عثمان، اليوم يوم بر ووفاء.