حديث المعراج
روينا من طريق ، حدثنا مسلم ، حدثنا شيبان بن فروخ ، حدثنا حماد بن سلمة ، عن ثابت البناني ؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : أنس بن مالك بيت المقدس . قال : فربطته بالحلقة التي تربط بها الأنبياء . قال : ثم دخلت المسجد فصليت فيه ركعتين ، ثم خرجت فجاءني جبريل عليه السلام بإناء من خمر وإناء من لبن ، فاخترت اللبن . فقال جبريل صلى الله عليه وسلم : اخترت الفطرة ، ثم عرج بنا إلى السماء فاستفتح جبريل عليه السلام ، فقيل : من أنت ؟ قال : جبريل . قيل : ومن معك ؟ قال محمد صلى الله عليه وسلم . قيل : وقد بعث إليه ؟ قال : قد بعث إليه . ففتح لنا فإذا أنا بآدم فرحب بي ودعا لي بخير ، ثم عرج بنا إلى السماء الثانية ، فاستفتح جبريل فقيل : من أنت ؟قال : جبريل . قيل : ومن معك ؟ قال : محمد . قيل : وقد بعث إليه ؟ قال : وقد بعث إليه . قال : ففتح لنا ، فإذا أنا بابني الخالة عيسى بن مريم ويحيى بن زكريا صلوات الله عليهما ، فرحبا بي ودعوا لي بخير ، ثم عرج بنا إلى السماء الثالثة ، فاستفتح جبريل ، فقيل : من أنت ؟ قال : جبريل . قيل : ومن معك ؟ قال : محمد . قيل : وقد بعث إليه ؟ قال : قد بعث إليه . ففتح لنا ، فإذا أنا بيوسف صلى الله عليه وسلم وإذا هو قد أعطي شطر الحسن . قال : فرحب بي ودعا لي بخير ، ثم عرج بنا إلى السماء الرابعة ، فاستفتح جبريل . قيل : من هذا ؟ قال : جبريل . قيل : ومن معك ؟ قال : محمد . قال وقد بعث إليه ؟ قال : قد بعث إليه . ففتح لنا ، فإذا أنا بإدريس فرحب بي ودعا لي بخير . قال الله عز وجل : ( ورفعناه مكانا عليا ) ثم عرج بنا إلى السماء الخامسة ، فاستفتح جبريل . قيل : من هذا ؟ قال : جبريل . قيل : ومن معك ؟ قال : محمد . قيل : وقد بعث إليه . قال : قد بعث إليه . [ ص: 246 ] ففتح لنا فإذا أنبأنا بهارون صلى الله عليه وسلم ، فرحب بي ودعا لي بخير ، ثم عرج بنا إلى السماء السادسة ، فاستفتح جبريل . قيل : من هذا ؟ قال : جبريل . قيل : ومن معك ؟ قال : محمد . قيل : وقد بعث إليه ؟ قال : قد بعث إليه . ففتح لنا ، فإذا أنا بموسى صلى الله عليه وسلم فرحب بي ودعا لي بخير . ثم عرج بنا إلى السماء السابعة ، فاستفتح جبريل . فقيل : من هذا ؟ قال : جبريل . قيل : ومن معك ؟ قال : محمد . قيل : وقد بعث إليه ؟ قال : قد بعث إليه . ففتح لنا ، فإذا أنا بإبراهيم صلى الله عليه وسلم مسندا ظهره إلى البيت المعمور ، وإذا هو يدخله كل يوم سبعون ألف ملك لا يعودون إليه ، ثم ذهب بي إلى سدرة المنتهى ، فإذا ورقها كآذان الفيلة وإذا ثمرها كالقلال . قال : فلما غشيها من أمر الله ما غشي تغيرت فما أحد من خلق الله يستطيع أن ينعتها من حسنها ، فأوحى الله إلي ما أوحى ، ففرض علي خمسين صلاة في كل يوم وليلة ، فنزلت إلى موسى ، فقال : ما فرض ربك على أمتك ؟ قلت : خمسين صلاة . قال : ارجع إلى ربك فسله التخفيف فإن أمتك لا تطيق ذلك ، فإني قد بلوت بني إسرائيل وخبرتهم . قال : فرجعت إلى ربي ، فقلت : يا رب ، خفف عن أمتي . فحط عني خمسا ، فرجعت إلى موسى . فقلت : حط عني خمسا . قال : إن أمتك لا يطيقون ذلك ، فارجع إلى ربك فسله التخفيف . قال : فلم أزل أرجع بين ربي تبارك وتعالى وبين موسى حتى قال : يا محمد ، إنهن خمس صلوات في كل يوم وليلة ، بكل صلاة عشر ، فذلك خمسون صلاة . ومن هم بحسنة فلم يعملها كتبت له حسنة فإن عملها [ ص: 247 ] كتبت له عشرا . ومن هم بسيئة فلم يعملها لم تكتب عليه شيئا ، فإن عملها كتبت سيئة واحدة . قال : فنزلت حتى انتهيت إلى موسى ، فأخبرته . فقال : ارجع إلى ربك فسله التخفيف . فقلت : قد رجعت إلى ربي حتى استحييت منه" "أتيت بالبراق وهو دابة أبيض طويل ، فوق الحمار ودون البغل ، يضع حافره عند منتهى طرفه ، قال : فركبته حتى أتيت .
قال الشيخ : ، حدثنا أبو أحمد أبو العباس الماسرجسي ، حدثنا ، حدثنا شيبان بن فروخ بهذا الحديث . حماد بن سلمة