[ 5285 ] أخبرنا أبو نصر بن قتادة ، أخبرنا حدثنا أبو منصور النضروي ، حدثنا أحمد بن نجدة ، حدثنا سعيد بن منصور ، حدثني أبي ، عن عبد العزيز بن أبي حازم ، قال : جابر بن عبد الله ، وقد ابتعت لحما بدرهم ، عمر بن الخطاب فقال : " ما هذا يا جابر ؟ " قلت : قرم أهلي ، فابتعت لهم لحما بدرهم ، فجعل عمر يردد قرم الأهل ، حتى تمنيت أن الدرهم سقط مني ، ولم ألق عمر . لقيني
وروينا هذا عن عمر ، من أوجه في آخر كتاب " فضائل عمر " رضي الله عنه .
قال : رحمه الله : وهذا الوعيد من الله تعالى ، وإن كان للكفار ، الذين الذين يقدمون على الطيبات المحظورة ، ولذلك قال : ( الحليمي فاليوم تجزون عذاب الهون ) .
فقد يخشى مثله ، على المنهمكين في الطيبات المباحة ؛ لأن من تعودها مالت نفسه إلى الدنيا ، فلم يؤمن أن يرتبك في الشهوات والملاذ ، كلما أجاب نفسه إلى واحدة منها دعته إلى غيرها ، فيصير إلى أن لا يمكنه عصيان نفسه في هوى قط ، وينسد باب العبادة [ ص: 463 ] دونه ، وإذا آل الأمر به إلى هذا لم يبعد أن يقال له : ( أذهبتم طيباتكم في حياتكم الدنيا واستمتعتم بها ) ، فلا ينبغي أن تعود النفس ما يميل بها إلى الشره ، ثم يصعب تداركها ، ولترض من أول الأمر على السداد ، فإن ذلك أهون ، من أن يضرب على الفساد ، ثم يجتهد في إعادتها إلى الصلاح .