الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                    معلومات الكتاب

                                                                                                                                                                    إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة

                                                                                                                                                                    البوصيري - شهاب الدين أحمد بن أبي بكر بن إسماعيل البوصيري

                                                                                                                                                                    صفحة جزء
                                                                                                                                                                    [ 4570 ] وقال أبو يعلى الموصلي : ثنا يحيى بن أيوب، ثنا سعيد بن عبد الرحمن القاضي، عن أبي حازم، عن سهل بن سعد أنه قال: " يا رسول الله، يوم أحد ما رأينا مثل ما أتى فلان أتاه رجل، لقد فر الناس وما فر، وما ترك للمشركين شاذة ولا فاذه إلا اتبعها يضربها بسيفه، قال: ومن هو ؟ قال: فنسب لرسول الله صلى الله عليه وسلم نسبه فلم يعرفه، ثم وصف له بصفته فلم يعرفه، حتى طلع الرجل بعينه، فقال: ذا يا رسول الله الذي أخبرناك عنه. فقال: هذا ؟ فقالوا: نعم. قال: إنه من أهل النار. قال: فاشتد ذلك على المسلمين، قالوا: وأينا من أهل الجنة، إذا كان فلان من أهل النار ؟! فقال رجل من القوم: يا قوم، أنظروني فوالذي نفسي بيده لا يموت على مثل الذي أصبح عليه، ولأكونن صاحبه من بينكم، ثم راح على جده من الغد فجعل الرجل يشد معه إذا شد ويرجع معه إذا رجع، فينظر ما يصير إليه أمره حتى أصابه جرح أذلقه فاستعجل الموت، فوضع قائم السيف بالأرض، ثم وضع ذبابه بين ثدييه ثم تحامل على سيفه، حتى خرج من ظهره، وخرج الرجل يعدو ويقول: أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله. حتى وقف بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: وماذا ؟ قال: يا رسول الله، الرجل الذي ذكر لك فقلت: إنه من أهل النار. فاشتد ذلك على المسلمين وقالوا: أينا من أهل الجنة إذا كان فلان من أهل النار ؟ فقلت: يا قوم، [ ص: 225 ] أنظروني، فوالذي نفسي بيده لا يموت على مثل الذي أصبح عليه ولأكونن صاحبه من بينكم، فجعلت أشد معه إذا شد، وأرجع معه إذا رجع، وأنظر إلى ما يصير أمره حتى أصابه جرح أذلقه فاستعجل الموت، فوضع قائم سيفه بالأرض ووضع ذبابته بين ثدييه، ثم تحامل على سيفه حتى خرج من بين ظهره، فهو ذاك يا رسول الله يتضرب بين أضغاثه. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن الرجل ليعمل عمل أهل الجنة فيما يبدو للناس، وإنه لمن أهل النار، وإن الرجل ليعمل عمل أهل النار فيما يبدو للناس وإنه من أهل الجنة " .

                                                                                                                                                                    قلت: حديث سهل في الصحيح، وليس فيه أن هذا كان يوم أحد، وكذلك السياق لم أره عند أحد من أصحاب الكتب الستة - والله أعلم.

                                                                                                                                                                    التالي السابق


                                                                                                                                                                    الخدمات العلمية