السؤال
قبل عام حججت -ولله الحمد-، وفي ذلك الوقت كنت مستحاضة، وتراودني الآن الشكوك في صحة الحج؛ لأنني اعتبرت نفسي مستحاضة؛ لأن دورتي الشهرية كانت أكثر من أيام العادة المعروفة لديّ فحسب؛ لأنني لا أستطيع تمييز الاستحاضة عن الدورة الشهرية، علمًا أنها لم تتعد الخمسة عشر يومًا، لكني قستها بناءً على أيام العادة المعروفة لديّ، كما ذكرت سابقًا، وسبب هذه الشكوك هو أن دورتي الشهرية الآن قد طالت مدتها مرة أخرى، فهل أتممت الحج بشكل صحيح؟ فأنا خائفة جدًّا.
وسؤالي الآخر يتعلق عن وضعي الحالي، ففي البداية كانت تخرج عروق حمراء مني، وفي بعض الأحيان بقع بنية مائلة للأحمر صغيرة جدًّا، وبعد مرور أيام أصبح يخرج دم بني مائل للأحمر أكثر من ذي قبل، علمًا أن هذا وقت الدورة لديّ غالبًا، وأن الأيام تعدت عدد أيام العادة المعروفة لديَّ، فما أفعل مع صلاتي، وصيامي؟
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فأما فيما يتعلق بالحج، فإذا كانت أيام الدم لم تتجاوز خمسة عشر يومًا، فإنك لا تعدين -والحال هذه- مستحاضة، بل أنت حائض، وانظري الفتوى: 118286.
وإذا كنت طفت حال وجود دم الحيض، فطوافك غير صحيح عند الجمهور، ويلزمك الآن أن تتوجهي إلى مكة، فتطوفي طواف الإفاضة، وتسعي بين الصفا والمروة، ثم تحلي من إحرامك التحلل الثاني. وإلى ذلك الحين، فليتوقف زوجك عن جماعك، وما كان في هذه المدة من المحظورات، فمعفو عنه؛ لأجل الجهل.
ويرى بعض أهل العلم صحة طواف الحائض، وأنه يلزمها بدنة؛ لكون الطهارة عندهم واجبًا، لا شرطًا لصحة الطواف، والمفتى به عندنا الأول، لكن لا حرج عليك في تقليد من تثقين به من العلماء، وانظري الفتوى: 144941، وما أحيل عليه فيها.
وأما ما ترينه الآن من صفرة، أو كدرة، فما دام في زمن العادة، فهو حيض، على ما نفتي به، تَدَعِين له الصلاة، والصوم، وانظري الفتوى: 117502.
والله أعلم.