السؤال
أبي وأمي مسنان، ولهما مصادر غريبة في تلقي العلوم الشرعية، وهذه المصادر أعتقد أنها على خطى الطريقة الشاذلية، والدسوقية، وغيرها، وكثير من المشايخ الذين لا يستحقون هذا اللقب، وعندي مشكلة في إقناعهما بسماع أي من شيوخنا الكرام، ويقولون: إنهم متشددون، وديننا دين وسط ويسر، وهما على قناعة غير عادية بما يقولون، ولا يقبلان أي محاولة لتغيير مفاهيمهما، وأخشى عليهم أن يتوفاهما الله على هذه الحالة، وإن حدث ذلك فهل يعذران لعدم توفر مصدر معلومات سليمة، مثل الإنترنت، وغيره حاليًّا؟
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فالعلم دين، والدين لا يؤخذ إلا من أهله، ففي مقدمة صحيح مسلم عن محمد بن سيرين قال: إن هذا العلم دين، فانظروا عمن تأخذون دينكم.
فلا يجوز للمرء أن يقلد في دينه المبتدعة، وأهل الأهواء، ففي سنن الدارمي عن أسماء بن عبيد قال: دخل رجلان من أصحاب الأهواء على ابن سيرين فقالا: يا أبا بكر، نحدثك بحديث؟ قال: لا، قالا: فنقرأ عليك آية من كتاب الله؟ قال: لا، لتقومان عني، أو لأقومن، قال: فخرجا، فقال بعض القوم: يا أبا بكر، وما كان عليك أن يقرآ عليك آية من كتاب الله تعالى؟ قال: إني خشيت أن يقرآ عليّ آية، فيحرفانها، فيقر ذلك في قلبك.
والتصوف يقوم على كثير من الأفكار الفاسدة، وسبق بيان جملة منها في الفتويين رقم: 13742، ورقم: 27699.
وأخذ العلم عمن يسير على مثل هذه الأفكار أمر خطير، ولا سيما في حق عوام المسلمين الذين لا يميزون بين الغث والسمين، ومسألة العذر بالجهل فيها تفصيل أوضحناه في عدة فتاوى نحيلك منها على الفتويين رقم: 75673، ورقم: 19084.
وما دام والداك أحياء، فاجتهد في سبيل هدايتهم بالدعاء لهم، وحسن التوجيه، والأولى أن يكون ممن له مكانة عندهم -عسى الله أن يهديهم-.
وعلى كل؛ فبالنسبة لأحكام الدنيا فمن ثبت إسلامه بيقين لا يزول عنه إلا بيقين مثله، وفي الآخرة الأمر لله، فعنده القسطاس المستقيم، ولا يظلم عنده أحد.
وننبه إلى أنه مع توفر وسائل العلم، فقد تكون هنالك أمور تحيط بالشخص، فتقوى عنده الشبهة، كما هو الحال في كون هؤلاء المشايخ محل ثقة الوالدين، ويعتقدان أنهم يعلمونهما الدين الصحيح.
والله أعلم.