الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

قلد صوت أنثى وهو يهاتف شخصا فاستمنى

السؤال

أنا شاب عمري 26 سنة أعاني من الوسواس القهري في أمور الدين منذ ثلاث سنوات ونصف، ولدي مشكلة حدثت لي منذ سنين في شهر رمضان الفضيل حيث دعاني أحد الأصدقاء إلى التكلم بالهاتف مع شخص والقيام بتقليد صوت أنثى، فتكلمت مع ذلك الشخص، وعلى حد علمي فإن الشخص الذي تكلمت معه قام بالاستمناء عند كلامي معه بهذه الطريقة, أرجو منكم الإجابة على هذا السؤال، فهل تجب علي كفارة؟ وماذا أفعل؟.
وبارك الله فيكم.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فتقليد الرجل لصوت الأنثى لا يجوز، لأنه داخل في التشبه المنهي عنه، ففي صحيح البخاري عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ قال: لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم المتشبهين من الرجال بالنساء، والمتشبهات من النساء بالرجال.

وراجع الفتوى رقم: 177945.

وتزداد حرمة ذلك إن كان القصد منه إثارة شهوة شخص آخر وافتتانه وإفساد عبادته عليه، ومع ذلك فلا تلزم فاعل ذلك كفارة لو تحقق من فساد صوم ذلك الشخص، فكيف وهو لم يتحقق من ذلك.

وعلى كل؛ فعليك بالاستغفار والتوبة النصوح من جميع ذلك، والتوبة النصوح هي أن يقلع الشخص عن الذنب فوراً، ويعقد العزم على عدم الرجوع إليه مطلقاً، ويندم على ما صدر منه، ويستغفر الله تعالى، ومن تاب تاب الله عليه، قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحاً عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ يَوْمَ لا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ {التحريم:8}.

وانظر لمعرفة شروط التوبة الصحيحة الفتوى رقم: 5450.

وراجع بشأن التغلب على الوساوس فتوانا رقم: 51601.

وننصحك باستغلال وقتك فيما يعود عليك بالنفع في أمور دينك ودنياك، وأن تصاحب أهل الهمم العالية من الصلحاء وذوي المروءات، وأن تبتعد عن الأشرار والمفسدين.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني