الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فتقليد الرجل لصوت الأنثى لا يجوز، لأنه داخل في التشبه المنهي عنه، ففي صحيح البخاري عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ قال: لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم المتشبهين من الرجال بالنساء، والمتشبهات من النساء بالرجال.
وراجع الفتوى رقم: 177945.
وتزداد حرمة ذلك إن كان القصد منه إثارة شهوة شخص آخر وافتتانه وإفساد عبادته عليه، ومع ذلك فلا تلزم فاعل ذلك كفارة لو تحقق من فساد صوم ذلك الشخص، فكيف وهو لم يتحقق من ذلك.
وعلى كل؛ فعليك بالاستغفار والتوبة النصوح من جميع ذلك، والتوبة النصوح هي أن يقلع الشخص عن الذنب فوراً، ويعقد العزم على عدم الرجوع إليه مطلقاً، ويندم على ما صدر منه، ويستغفر الله تعالى، ومن تاب تاب الله عليه، قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحاً عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ يَوْمَ لا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ {التحريم:8}.
وانظر لمعرفة شروط التوبة الصحيحة الفتوى رقم: 5450.
وراجع بشأن التغلب على الوساوس فتوانا رقم: 51601.
وننصحك باستغلال وقتك فيما يعود عليك بالنفع في أمور دينك ودنياك، وأن تصاحب أهل الهمم العالية من الصلحاء وذوي المروءات، وأن تبتعد عن الأشرار والمفسدين.
والله أعلم.