السؤال
أنا متزوجة منذ حوالي العامين, أسكن أنا وزوجي وبنتي في بيت العائلة, مع أم زوجي وأختيه - إحداهما مطلقة – وثلاثة من إخوته, وكلهم متزوجون وعندهم أطفال, ولك أن تتصور صفة الحياة, فلا للحرية تمامًا, وزوجي حافظ لكتاب الله, وهو يتعذب لمخالفة شرع الله في البيت, فمن الممكن مثلًا أن يرى أخو زوجي ساقي عن غير عمد؛ لأننا في مطبخ واحد, وهو قادر ماديًا على شراء بيت, أو كرائه, لكن أمه ترفض, وقلت: سمعًا وطاعة, ولكنها تمادت, فنحن الزوجات نقوم بأعمال البيت, ونخدمها هي وابنتها, وتصور - يا شيخ – أنها لا تكلم زوجي إذا أطال الجلوس معي, أو إذا خرج معي, أو إذا ضحك معي, وتخيل أنها تمنعنا أن نأكل مع بعض, ولا نمارس أي نشاط, وأنا أخاف على زوجي أن ينفجر من الضغط, وهو يحترق بين إرضاء أمه وضميره الذي يحثه على إقامة الحق.
أرجوكم أفيدوني فقد ضاقت الدنيا عليَّ بما رحبت.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فمن حق الزوجة على زوجها أن يوفر لها مسكنًا مستقلًا، فلا يلزمها السكن مع أقارب زوجها, كما بيناه بفتوانا رقم: 34802, ولا يجوز للزوج هضم زوجته شيئًا من حقها عليه، بل عليه أن يعطي أمه حقها وزوجته حقها, كما أنه لا يحق لأمه التدخل في حياته الخاصة مع زوجته, وليس عليه طاعتها إن منعته مجالسة زوجته, أو الخروج معها ونحو ذلك، فطاعة الوالدين لا تجب بإطلاق, ولكنها مقيدة بقيود سبق لنا توضيحها بالفتوى رقم: 76303.
ولا يلزم الزوجة شرعًا خدمة أم زوجها, إلا أن تفعل ذلك عن رضى منها، فإن فعلت كان ذلك دلالة على حسن خلقها، وربما كان سببًا في زيادة المودة بينها وبين زوجها, وراجعي الفتوى رقم: 34811.
والحل يكمن في أن يوفر لك زوجك بيتًا مستقلًا، وعليه أن يتلطف بأمه ويحاول إقناعها بالموافقة على ذلك، وليستعن عليها بالله تعالى, ثم بمن لهم تأثير عليها، فإن وافقت فالحمد لله, وإلا فليستقل بالسكن, ولو من غير رضاها، وليحاول بعد ذلك إرضاءها.
فإن تيسر لزوجك تحصيل السكن فذاك، وإلا فاصبري حتى يجعل الله لكم فرجًا ومخرجًا، وابذلي جهدك في ألا يرى إخوة زوجك ما لا يجوز لهم رؤيته من جسدك.
والله أعلم.