الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

التوبة الصحيحة تمحو أثر الخطيئة

السؤال

لدي سؤال شغلني ولم أستطع النوم بسببه, فقد وجدت قطة صغيرة مريضة بشرفتي قبل أربعة أشهر, وكانت على شفير الموت، فأدخلتها بيتي وأطعمتها ونظفتها, وأحببتها كثيرًا وأصبحت أطعمها وألاعبها لمدة خمسة أشهر تقريبًا, حتى كبرت وأصبحت بصحة جيدة، فأنا أحب الحيوانات, ولا أحب تعذيبها، وفي أحد الأيام كان مزاجي عصبيًا, وعندما ذهبت إلى غرفتي رأيت قطتي قد أوسخت مكان أكلها, ومكان قضاء حاجتها, وكانت رائحة الغرفة سيئة وقتها, فلم أتحمل وانهلت عليها ضربًا حتى لم تتحرك بعدها، وأدركت أنها ماتت، ووقتها خفت, ولم أدرك نفسي إلا بعد فوات الأوان، أعلم أني آثم, وأنا متحسر جراء ما فعلت, لكن سؤالي هو: هل هناك شيء أستطيع أن أكفر به عن ذنبي هذا؟ فمجرد تفكيري أن هذه القطة سوف تشتكي إلى الله يوم القيامة, وتأخذ حقها مني أحس أني أنهار، فهل هذا صحيح بأني سوف أجازى على ما فعلت حتى لو تبت توبة نصوحًا, وتقربت إلى الله بالطاعات والنوافل؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فليس صحيحًا أن توبتك من هذا الذنب لا تنفعك، فلم يجعل الله عز وجل على المذنب شيئًا سوى التوبة، ومن حققها بشروطها المطلوبة كفاه ذلك، فحسبك أن تتوب إلى الله, وتندم على ما حصل منك.

قال في فيض القدير: والمراد أن التوبة الصحيحة تمحو أثر الخطيئة, وإن كانت كبيرة, حتى كأنها لم تكن, فيلتحق بمن لم يرتكبها, والثوب المغسول كالذي لم يتوسخ أصلًا.

قال الغزالي: فالتوبة بشروطها مقبولة ماحية لا محالة, قال: فمن توهم أن التوبة تصح ولا تقبل كمن توهم أن الشمس تطلع، والظلام لا يزول.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني