السؤال
رأيت أحمد ديدات في أحد المقاطع على موقع المشاهدة المباشرة يوتيوب يقول: إن شروق الشمس من المغرب لن يحصل هكذا, بل المقصود به هو: أن شمس الإسلام ستشرق على العالم, وقبل هذا بفترة كنت أقرأ كتاب: (فقد جاء أشراطها) للشيخ محمود عطية - حفظه الله – وهو تلميذ للشيخ الألباني, وحافظ للكتب الستة, يقول فيه: إن كل من يقول إن المسيح الدجال لن يظهر, وإنما هذا كناية عن انتصار الشر على الخير, وأن المسيح ابن مريم عليه السلام لن يظهر, و إنما هو كناية لانتصار الخير على الشر, فما هو إلا ضال مضل, فهل هذا منطبق على أحمد ديدات بتأويله شروق الشمس من المغرب؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن صح أن أحمد ديدات قال هذا فهو تأويل غير مقبول للحديث, ويعد زلة منه - رحمه الله تعالى - وكون هذا التأويل غير مقبول منه لا يعني أنه ضال مضل, فإن الرجل له مواقف مشهودة في نصرة الإسلام, والدفاع عنه, وتعرية الباطل عند المخالفين للإسلام, ومن كثرت حسناته غفرت زلاته في طيها, قال ابن القيم في مفتاح دار السعادة: من قواعد الشرع والحكمة أيضًا أن من كثرت حسناته وعظمت وكان له في الإسلام تأثير ظاهر فإنه يحتمل له ما لا يحتمل لغيره, ويعفى عنه ما لا يعفى عن غيره, فإن المعصية خبث, والماء إذا بلغ قلتين لم يحمل الخبث, بخلاف الماء القليل فإنه لا يحمل أدنى خبث, ومن هذا قول النبي لعمر: "وما يدريك لعل الله اطلع على أهل بدر فقال اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم". اهـ.
وانظر فتوانا رقم: 73607, وللفائدة حول طلوع الشمس من مغربها انظر: 97153، 36968، 164199، 123787.
والله أعلم.