الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تعاطيت الكوكايين والحشيش فتدمرت حياتي.

السؤال

السلام عليكم

أنا شاب عمري ٢٥ سنة، ذات يوم تعاطيت مخدر الكوكاين والحشيش في نفس الوقت، فأصبت بشعور قوي بالموت، وبدأت أردد الشهادتين، وذهبت إلى المستشفى، وبعدها تغيرت حياتي إلى جحيم ؛ حيث أصبت باكتئاب حاد أصبحت أشعر أنني أعيش داخل حلم، وأستيقظ في الصباح معي قلق قوي.

لقد تدمرت حياتي، وذهبت إلى العديد من الأطباء النفسانيين، والآن آخذ دواء ايفكسور 75 ثلاث مرات في الصباح والبرازولام 0.5 عند نوبة الهلع، وآخذ أيضا دواء ميرتازابين 15 مرتين قبل النوم، مع دواء ترسيان.

أرجو أن تساعدوني؛ فأنا منذ عامين وأنا على نفس الحالة، لا يوجد تغيير، أريد أن أعرف هل سأبقى هكذا مدى الحياة؟

مع العلم أنني لا أستعمل أي شيء منذ عامين.

أرجوكم ساعدوني.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مراد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الحشيش هو المخدر المرتبط أكثر بحدوث نوبات الهلع بعد استعماله، وتحدث هذه النوبات في حالة استعماله لأول مرة، أو في حالة الاستعمال المتكرر، والشيء الآخر الذي يُميّز هذه النوبات هو أنه يمكن أن تستمر هذه النوبات بعد التوقف عن استعمال الحشيش، وأهم عنصر في علاجه طبعًا عدم العودة إلى استعمال الحشيش مرة أخرى، وهذا ما فعلته أنت – أخي الكريم – ومن عناصر العلاج استعمال دواء، خاصة إذا كانت النوبات تتكرر، وعادةً هذه النوبات تنتهي بعد فترة.

أنا شخصيًا أفضّل استعمال الـ (سيرترالين 50 مليجرامًا) بانتظام، لأنه علاج لنوبات الهلع الناتجة عن الحشيش، ويجب أن يستمر في تناوله الشخص لفترة من الوقت لا تقل عن ستة أشهر، ويمكن في حالة عدم انقطاع النوبات نهائيًا الاستمرار عليه لمدة تسعة أشهر أو سنة حتى تتوقف نهائيًا، وبعد ذلك التوقف عن هذا الدواء بالتدرُّج.

أيضًا السبرالكس قد يكون مفيدًا لنوبات الهلع بصورة عامّة، واضطراب الهلع، وأيضًا طبعًا جرعته عشرة مليجرام، وأيضًا يجب الاستمرار عليه لفترة ستة أشهر، أو تسعة أشهر، أو سنة، والتوقف عنه بالتدرُّج أيضًا.

أنا لا أفضّل استعمال الـ (ألبرازولام) لأنه يُسبب الإدمان، يمكن استعماله لمدة أسبوعين أو شهر، ولكن يجب ألَّا يتم الاستمرار عليه.

الـ (ميرتازبين) يُساعد في النوم إذا كانت هناك مشكلة في النوم، وجرعته 15 مليجراما فقط، هذه الجرعة هي التي تُساعد كثيرًا في النوم، وإذا زادت جرعته فقد يقلّ تأثيره المُهدئ، أي: لا يُساعد في النوم، ولكنّه يُعالج القلق والتوتر.

أيضًا من المهم جدًّا طبعًا العلاج النفسي (العلاج السلوكي المعرفي)، طالما أنت توقفت عن الحشيش والكوكايين ولم تستعملهما لفترة طويلة فهنا لا داعي للانخراط في برنامج للتعافي من الإدمان، ولكن تحتاج إلى علاج سلوكي معرفي لعلاج استمرار نوبات الهلع والتوتر الذي تعاني منه، مع أخذ وتناول الأدوية، لأن العلاج السلوكي المعرفي يُساعد كثيرًا جدًّا في علاج نوبات الهلع وبالذات إذا كان هناك جمع بينه وبين العلاج الدوائي، فهنا ميزة العلاج السلوكي أنه يُساعد على التحسُّن بسرعة، ويساعد في تقليل جرعة الدواء، ويساعد أيضًا في عدم رجوع الأعراض إذا تم التوقف من تناول الدواء.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً