الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من غثيان وقلق ودوار، وأعراض أخرى، ولا أدري ما هو السبب!

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيرا على هذا الموقع المفيد، وجعله الله في ميزان حسناتكم.

أبلغ من العمر 40 سنة، مشكلتي أنني كنت أعاني من الدوار فجأة مرة في كل أسبوعين أو أسبوع منذ سنوات وكان الدوار بسيطا.

لكن بعد جائحة كورونا ووضع الحجر الصحي أصبت بالتوتر والقلق والخوف من الإصابة بالفيروس، وأصابتني حالة من فقدان الشهية، والغثيان، والدوار، والضعف العام في الجسم كله، والهلع، والإسهال، وكثرة التبول، وبرودة القدمين، والفشل، والتعرق، وهذه الأعراض تدوم وتختفي ثم تعود.

عملت تحاليل الدم ولم أجد أي مشكلة إلا ميكروب قديم للوزتين.

أرجو منكم أن تشخصوا مرضي وخصوصا أن جسمي سليم من الضغط والسكر الحمد لله، فهذا الأمر سبب لي قلقا مستمرا، هل مرضي نفسي أم عضوي؟

أنا أنتظر إجابتكم في أقرب وقت ممكن، وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرحب بك في استشارات الشبكة الإسلامية، وأشكرك على كلماتك الطيبة -أخي الكريم-.

أعراضك واضحة جداً، فأنت تعاني من أعراض نفسية جسدية، القلق، التوتر، وقد ازداد هذا بعد ظهور جائحة كورونا، والنفس مرتبطة بالجسد ولا شك في هذا، لذا نعرف تماماً أن كثير من حالات القلق والتوتر تظهر في شكل أعراض جسدية أيضاً بجانب ظهور القلق والتوتر والخوف، فموضوع الدوار الذي تعاني منه والتعرق، وكما تفضلت عملية الضعف العام في الجسد، اضطرابات الجهاز الهضمي، والجهاز البولي هذا -يا أخي- يوضح بصورة جلية أن المشكلة نفسية، وهي الحمدلله ليست مرضاً، إنما هي ظاهرة نسميها بعدم القدرة على التكيف، بمعنى أن الوضع الحالي لم تستطع التكيف أو التوائم منه، ونتج عنه زيادة في القلق والتوتر، وهذا أتى بالأعراض الجسدية والحالة بكلياتها كما ذكرت لك هي أعراض نفسوجسدية.

أخي الكريم هذا هو التفسير حالة نفسية، ليس لديك مرض عضوي الحمدلله تعالى، وفحوصاتك كلها سليمة، أخي تعامل مع هذا الموضوع بثقة وتوكل وإيمان، هذه الجائحة شملت العالم كله، فالأمر إذاً ليس أمراً شخصياً، وعلى ضوء ذلك يكون الإنسان صلباً وجلداً، وتتخذ التحوطات اللازمة، والأمر فعلاً يجب أن نتعامل معه بدون استهتار، والمسلم كيس فطن، لا تعرض -يا أخي- نفسك لمصادر الإصابة بهذا الفيروس، وفي ذات الوقت عليك بالدعاء، عليك بالتوكل على الله تعالى.

نسأل الله تعالى أن يصرف عنا وعنكم وعن العالم جميعاً هذه الجائحة، وأن يخرجنا منها سالمين، هنالك أدعية مأثورة طيبة جداً أرجو أن تحرص عليها، واحرص على أذكار الصباح والمساء ففيها خير كثير.

بجانب ذلك أريدك أن تمارس شيء من الرياضة، المشي حول البيت مسموح به، فحاول أن تركز على رياضة المشي، تجنب النوم النهاري، احرص على النوم الليلي، استثمر وقتك، لا تتضجر أبداً، املأ الفراغات الزمنية والفراغات الفكرية، اقرأ، اطلع، أن تكون هنالك حلقة قرآن في البيت شيء عظيم جداً، أن تكتب فحسن إدارة الوقت أعتقد أنها سوف تصرف انتباهك تماماً عن هذا الذي أنت فيه، وأنا أيضاً أبشرك أنه توجد أدوية ممتازة أدوية نفسية بسيطة غير إدمانية غير تعودية سوف أصفها لك، الدواء الأول يسمى سيبرالكس هذا هو اسمه التجاري واسمه العلمي استالبرام، تبدأ في تناوله بجرعة نصف حبة أي 5 مليجرام يومياً لمدة 10 أيام، ثم تجعلها حبة واحدة يومياً لمدة ثلاثة أشهر، ثم نصف حبة يومياً لمدة أسبوعين، ثم نصف حبة يوم بعد يوم لمدة أسبوعين آخرين، ثم تتوقف عن تناول الدواء.

أما العلاج الآخر وهو ممتاز لعلاج القلق والأعراض الجسدية كالدوار، يسمى دوجماتيل واسمه العلمي سلبرايد، أريدك أن تتناوله بجرعة 50 مليجرام صباحا ومساءا لمدة شهر، ثم 50 مليجرام صباحاً لمدة شهر آخر، ثم تتوقف عن تناوله، أدوية سليمة وفاعلة.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً