الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

قلق ومخاوف وحزن عند مقارفة الذنوب وعند السفر، فما الحل؟

السؤال

السلام عليكم

أنا شاب حديث الزواج، عمري 32 سنة، وأعاني من قلق ونوبات ذعر في بعض الأحيان، عملت في دبي 10 سنوات، عندي خوف من ركوب الطائرة، وهذا سبب لي متاعب كثيرة وخسارة في فرص العمل، وأعاني أيضا من كثرة لوم نفسي عندما أقع في المعاصي، وأشعر أن الله سيعاقبني وأبقى حزينًا طوال الوقت، وأهرب إلى النوم دائمًا.

عملت في الغربة مدة طويلة والآن تزوجت، وأنا الآن أخاف من العمل هناك، وآخذ زوجتي معي بسبب أسباب نفسية قلقية، لا أعلم لماذا؟ أحس أنني سأكون قلقًا جدًا، وخائفًا، وليس هناك أحد من أقاربي عندي، وأحس أيضًا إذا وقعت لي نوبات الذعر وزوجتي في الغربة أنها ستكون عبئًا عليّ.

هذه الأحاسيس سببت لي ضيقًا شديدًا وخسارة فرص عمل كبيرة جدًا، مع العلم أني كنت متميزًا في الإدارة برواتب كبيرة، والآن لا أعمل بسبب تعلقي بالغربة، وخوفي من الطيران، وأخذ زوجتي معي والاستقرار هناك.

عندي بيت في دبي دفعت إيجاره لمدة سنة، ولم أسكنه سوى شهر، والسبب هو القلق والخوف، ونوبات الذعر المستمرة، بعض الأحيان أكون سعيدًا، وطموحي عال جدًا، وغالب الوقت أكون قلقًا جدًا، ومحبطًا ولا أريد سوى النوم، سبب خوفي من الطائرة أنني أثناء سفري واجهتني نوبة ذعر وخوف شديدة.

وعندي مخاوف من المناطق المغلقة، ومن الذهاب بالسيارة لمسافات كبيرة إذا لم أكن أنا الشخص الذي يقود السيارة.

أرجو أن تتكرموا بحل مشكلتي؛ لأنني أعاني جدًا، وأريد أن أكمل مشاريعي في الغربة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحباً بك في استشارات الشبكة الإسلامية، ونتمنى لك دوام الصحة والعافية.

ما ذكرته من أعراض تشابه أعراض نوبات الهلع، وهي من الاضطرابات المعروفة في الطب النفسي، ولها علاجاتها الدوائية، والسلوكية لذلك نقول لك: أنت لست الوحيد الذي يشكو منها.

ارتبط الخوف والتوتر عندك بالحادثة الأولى التي تعرضت لها، وصار هناك تعميم لكل المواقف التي من شأنها أن تسبب الخوف، أو تُذكر بالمشاعر الأولى، ونقول لك: إن توقع الحدث أحياناً يكون أمر من وقوع الحدث نفسه، فالعقل يهيئ الجسم لمجابهة المشكلة المتوقعة فتظهر الأعراض التي تحدث عنها، وبالتالي تكون كوقود مستمر يؤدي إلى الشعور بالمشكلة.

فنقول لك أخي الكريم: لا بد من التذكير بركن من أركان الإيمان، ألا وهو الإيمان بالقضاء والقدر خيره وشره.

واعلم أن علاج المشكلة يكمن في مواجهة الأعراض بتشتيت الفكرة، والانشغال بأي موضوع مثل الصلاة، والدعاء، والحديث مع الآخرين، والتفكير في برنامج اليوم، وما إلى ذلك، فهذه من الطرق المستخدمة علمياً في مجابهة القلق والتوتر، وزد عليها ممارسة تمارين الاسترخاء العضلي والتنفس العميق تجد تفاصيلها في الاستشارة رقم: (2136015).

وننصحك أيضاً بزيارة أقرب طبيب نفسي؛ لأن هناك علاجات دوائية مفيدة لإزالة الأعراض التي تشكو منها.

وأعلم أخي الكريم أن الله تعالى يغفر الذنوب، ويتوب على من تاب فأحسن فيه الظن، وأرجع إليه فإنه يقبل ويعفو ويصفح إذا رجع إليه العبد وهو مخلص في توبته.

وفقك الله تعالى لما يحبه ويرضاه.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً