الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تزداد ضربات قلبي وأشعر أنني سأموت حالا ولا أستمتع بالحياة، فساعدوني

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بداية: أشكر القائمين على هذا الموقع لما تقدمونه من خدمات جليلة للمسلمين، حفظكم الله وجعله في ميزان حسناتكم.

أعلم أن وقتكم ضيق نظرا لكثرة الأسئلة، ولكن أرجو قراءة مشكلتي التي أصبحت تؤرقني وأفسدت حياتي فجأة! مشكلتي بدأت منذ حوالي شهر؛ حيث إني كنت في يوم راجعا من السفر ومرهقا جدا، وأثناء الصلاة قبل النوم -وعند القيام من السجود- شعرت بخفقة شديدة ودوخة، وأحسست بتنميل في جبهتي ويدي، وبدا لي شعور بأني سأموت حالا، ونمت في هذه الليلة بعد صعوبة، ومنذ هذا اليوم بدأ هذا الشعور بالخفقان وزيادة في ضربات القلب.. قمت بجميع التحاليل من رسم قلب عادي وهولتر وايكو وكلها سليمة، ما عدا ارتجاعاً بسيطاً عادياً في الصمام الميترالي، ودقة زائدة قال لي الطبيب أنها طبيعية لوزني الزائد قليلا.

وأعراضي هي كالآتي: إحساس كأن روحي سوف تغادرني، وأني سوف أموت! وإحساس مثل (الخضة) وتنميل في اليد والجبهة، وتعرق في الجبهة، وشعور بشيء يقف في الحلق، وخنقة في الرقبة، وكان هناك ضغط في رقبتي، وكان جسدي ورأسي يهتزان، وأحيانا خفقان أو زيادة في ضربات القلب، أو تكون الأعراض من غيرهم (أي ضربات قلبي تكون عادية). ومؤخرا كأن لساني يقف، وثقل في الفم ثم أحركه عادياً، ولا يوجد تلعثم أو شيء من هذا القبيل، ولا أعرف ماذا أفعل! مع العلم بأنه بعد عمل الهولتر قال لي الطبيب بأن كهرباء القلب سليمة، ولكن ضربات قلبي تصل إلي 160 فجأة، وكتب لي كونكور 2.5 مرتين يوميا، لكني خفت من الأعراض الجانبية له ولم أتناوله، ومنذ هذا الحين -وبعد شعوري بأني سليم-؛ خفت هذه الاعراض كثيرا، ولكنها لم تنته وما زالت تأتيني أحيانا، ولا أستطيع السيطرة عليها.

لم أعد أستطيع التمتع بالحياة، وأصبحت دائم التفكير في الموت والقبر وأهوال يوم القيامة، مع ملاحظة أني طوال اليوم والنهار عادي، ولكن تبدأ الحالة مع المغرب أو بعد العشاء، وأثناء القيادة علي طرق السفر -وخاصة- بالليل؛ لدرجة الشعور بأني أريد ترك السيارة والجري، وأقوم بفتح الشباك لتنفس الهواء، وتصل إلي الذروة قبل النوم، وأصحو عادياً جدا كأنه لم يكن شيء، وأشعر أحيانا قبل النوم بأوجاع في صدري، وكأني أتعرض لنوبة قلبية... و لا أعرف ماذا أفعل للتخلص من هذه الحالة التي أصبحت تؤرقني بشدة!

أعتذر بشدة عن الإطالة، ولكنني في أمس الحاجة لمساعدتكم، وشكرا وجزاكم الله كل الخير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ amr حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الشيء الذي استنتجته واستنبطته من رسالتك أن الذي حدث لك هو نوبة هرع خفيفة، بعد ذلك أصبح يأتيك قلق المخاوف الوسواسي، والأعراض الفسيولوجية واضحة جدًّا، وهي الخفقان وتسارع ضربات القلب، وكذلك الشعور بما هو مثل (الخضة)، والتنميل في اليدين والجبهة وتعرق الجبهة، هذه قطعًا أعراض فسيولوجية جسدية ناتجة من قلق المخاوف.

أعتقد أن تناول الكونكور بجرعة حبة واحدة في اليوم كتجربة علاجية إيجابية -ربما- يفيدك كثيرًا، يُضاف إليه تناول عقار مثل عقار يعرف تجاريًا باسم (سبرالكس) ويسمى علميًا باسم (إستالوبرام) وهو من أفضل الأدوية التي تعالج هذا النوع من قلق المخاوف، أرجو أن تستشير طبيبك حول مقترحي هذا.

وأيضًا ما أنصحك به هو أن تتجاهل هذه الأعراض تمامًا -بقدر المستطاع-، وأن تمارس الرياضة، وأن تراجع طبيبك بمعدل مرة كل ثلاثة أشهر (مثلاً)، هذا يعطيك -إن شاء الله تعالى– ثقة كبيرة في نفسك، وحاول أن تخفف من وزنك، وأن تعيش حياة صحية من خلال ممارسة الرياضة – كما ذكرنا – والنوم المبكر، والتنظيم الغذائي، والحرص على أمور الدين، والتطور المعرفي والاجتماعي؛ بهذه الأسس يتم علاج قلق المخاوف الوسواسي.

وللفائدة راجع علاج الخوف من الموت سلوكيا: (261797 - 272262 - 263284 - 278081).

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • الجزائر ليندا

    انا ايضا اعاني نفس الحالة ):

  • الجزائر اختكم في الله

    نفس حالتي نصبحة تحتاج لرقية شرعية لان حالتك تاتي بعد المغرب
    كانك تتكلم على حالتي

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً