السؤال
زوجتي تسمعني دائماً أني دائم البرود العاطفي معها، وأني لا أبادلها كلام الحب والمغازلة، مع أنها تجتهد لتسمعني كلام الحب، وأنا لا أتقن ذلك، فما السبيل لتجنب ذلك البرود العاطفي مع زوجتي؟
وشكراً جزيلاً لكم على سعة قلوبكم.
زوجتي تسمعني دائماً أني دائم البرود العاطفي معها، وأني لا أبادلها كلام الحب والمغازلة، مع أنها تجتهد لتسمعني كلام الحب، وأنا لا أتقن ذلك، فما السبيل لتجنب ذلك البرود العاطفي مع زوجتي؟
وشكراً جزيلاً لكم على سعة قلوبكم.
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ خالد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،
فما سميته بالبرود العاطفي يعتبر حالة نسبية أو أمراً نسبياً، فالناس تتفاوت قطعاً في درجة التعبير عن عواطفها ووجدانها، والطرف الآخر في الزواج – إذا كان زوجاً أو زوجة – طريقة استقباله وتوقعاته حول العلاقة العاطفية أيضاً يحدد مستوى قبوله أو رفضه للود والتعبير عن العاطفة والوجدان.
أنا حقيقة لا أريدك أبداً أن تقسو على نفسك وتأخذ الأمر أنك فعلاً تعاني من برود عاطفي، فالناس تختلف في مزاجها وفي طريقة تعبيرها عن الود، وما دامت زوجتك تأخذ المبادرات فيما يخص التعبير عن ودها وحبها لك فأنت من المفترض أن تبادلها ذلك، وأنت أيضاً من المفترض أن تكون صاحب المبادرات في هذا الأمر.
فإن كنت تدري أنه لديك علة فيجب أن تعالجها، وهذا الأمر معروف ومعلوم وهو شيء من الفطرة والغريزة، أن تلاطف الزوجة، أن تلاعبها، أن تحاول أن تتعلم بعض الكلمات التي يمكنك أن تقولها، أن تثني عليها بجمالها، أن تتغزل فيها.
هذا أمر مطلوب وأمر مرغوب وأمر جيد، وهو لا يعني أبداً ضعفاً شخصيتك بأي حال من الأحوال كما يعتقد البعض. هنالك مفاهيم خاطئة من بعض الناس، فالبعض قد يرى أن من شروط كمال قوامة الرجل هو أن لا تداعبه زوجته مثلاً وأن يكون جاداً في كل لحظة حتى وهو على فراش الزوجية.
فالذي أرجوه منك هو أن تقيم حالتك، وإن كنت فعلاً تحس أنك لا تبادل الزوجة الود والعطف فيجب أن تقوم بذلك، فأنت لست برجل مكتئب ولا تعاني من علة في شخصيتك حسب ما أعتقد، نعم الذين يصابون بالاكتئاب النفسي قد يأتيهم شيء من التبلد الوجداني، وبعض الناس لديهم شخصية انطوائية، هذا أيضاً قد يؤدي إلى فقدان أخذ المبادرات العاطفية مع الزوجة، ولا أعتقد أنك تعاني من أيٍ من هذه العلل، وحتى إن كان لديك ما نسميه بالانسحاب الوجداني الذي نشأ من بناء شخصيتك فهذا يعالج بأن تأخذ المبادرات وأن تبدأ وأن تلاطف زوجتك وأن تلاعبها، هذا مطلوب، وأنا لا أريد أن أظلم زوجتك وأقول أنها ربما تكون أيضاً مبالغة وأن توقعاتها حول هذا الأمر ليس في حدود المطلوب أو في حدود الواقع.
ويمكنك أيضاً أن ترفع من ثقافتك الجنسية بما هو مشروع، فهنالك الكثير من الكتب والمواقع الجيدة جدّاً التي تتحدث عن هذه الأمور، ففي رأيي أنت لا تعاني من مشكلة حقيقية، ربما تكون محتاجاً فقط لتصحيح مفاهيمك وأن تأخذ المبادرة، وقد حثنا ديننا على ذلك أيها الأخ الكريم، فـ(كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول في عائشة رضي الله عنها: رزقت حُبها)، وقد سئل عن أحب الناس إليه قال: عائشة. قيل من الرجال؟ قال: أبوها.
فعليك أن تلاطف زوجتك وأن تلاعبها وأن تتعلم فنون الحياة الزوجية والرومانسية إذا جاز التعبير، وأن تطيب خاطرها دائماً، هذه كلها أمور وهي أمور جيدة لتوثيق عرى المحبة والرحمة ما بين الأزواج، قال تعالى: ((وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ))[الروم:21].
بارك الله فيك، ونشكرك كثيراً على التواصل مع إسلام ويب، ونسأل الله تعالى أن يؤلف بين قلوبكما.