الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

والدة لا تخبر ابنتها بمن يتقدم لخطبتها

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

مشكلتي أراها بسيطة جداً، لكن إذا نظرت لها من جهة أخرى أجد أنها معقدة! والدتي - حفظها الله - لا تخبرني بتاتاً بالخُطاب الذين أتوا لخطبتي، لا أدري لماذا تتصرف هكذا؟! والغريب في ذلك أن فتاة من قريباتي تخبرها والدتها بمن أتى لخطبتها ووالدتي عكس ذلك!

أستاذي الفاضل! أرجو أن تتفهم ما بداخل نفسي، أنا أريد أن أشعر بأنوثتي، وأني فتاة مرغوب فيها، لكن أمي حرمتني من هذا، ولا أدري ما السبب؟!

بمعنى أن الخاطب يأتي لخطبتي وتجلس أمي تقرر وتدبر وتفكر، وكأن المستقبل لها، ثم تتشاور مع والدي وتكلم أمّ الخاطب، وأخت الخاطب تلمح لي بكلمات لا أدري ماذا تريد مني؟ وأنا على نياتي لا أدري ماذا يحدث إلا عند الصدفة!

أحس أن هذا ظلم، وأن لي الحق أن أعلم وأقرر، خصوصاً أنني بكر، أفكر كثيراً لماذا أمي تفعل ذلك؟ لماذا حرمتني من حقي؟

بصراحة أحس أنها حياتي، وأريد أنا من يقرر، أنا أعلم أنك ستقول أن الفتيات أصبحن (عناديات) مع أهاليهن، وتزوجن بالقوة ممن أحببن، وكانت النهاية حياتها فشل، لكن أنا فتاة يهمني رأي والدي ووالدتي والرضوخ لسماع ما يريدان، خصوصاً في مثل هذه المواقف يجب أن أطيعهما، فهذه حياة جدية لا للمغامرة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخت الفاضلة/ سارة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن ما يحصل من الوالدة مخالف لقواعد الشرع، ودور الوالدين توجيهي إرشادي حفظي، والفتاة هي صاحبة المصلحة وبيدها القرار، وليس من حق أحد أن يمنعها ذلك، فاقتربي من والدتك وزيدي من برها ثم طالبي بحقك، مع ضرورة التماس الأعذار لوالديك، فإنهما يفعلان ذلك لشدة حرصهم وخوفهم على مستقبلك، ونحن بلا شك لا نوافق على ذلك التصرف لكن سلامة نياتهم يجعلنا نلتمس لهم العذر.

وكم تمنينا أن يدرك الآباء والأمهات أنهم قد ينجحون في اختيار طعام لأبنائهم أو ثياب لبناتهم ولكنهم قد لا ينجحون في اختيار شريك يسعدهم في حياتهم، وذلك لأن الأرواح جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف – ولذلك جعلت الشريعة هذا الأمر بيد الفتى والفتاة، فلا تنكح بكر حتى تستأذن، ولا ثيب حتى تستأمر؛ لأن الثيب أعرف بالرجال، وحرصت الشريعة على حرية الاختيار وعلى الرؤية الشرعية التي تبنى بعدها درجة القبول والوفاق، وليس للآباء والأمهات أن يتدخلوا إلا إذا أرادت الفتاة الارتباط بمن لا إيمان له ولا أخلاق، فعندها يتدخلون ناصحين موجهين.

وهذه وصيتي لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، وطالبي أهلك بأن يخبروك عن مجيء الخطاب لأن الأمر يهمك، وقد أسعدني حرصك على إرضاء والديك، ونحن دائماً نقول أن أنجح مشروع للزواج يكون بالارتباط بصاحب الدين، والذين يفوزون برضا الوالدين؛ لأن في ذلك عوناً للإنسان على أداء كافة الواجبات تجاه أهله وتجاه شريك الحياة.

ونسأل الله أن يقدر لك الخير ثم يرضيك به.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً